قومهم فأسلم نفرٌ كثيرٌ من الأوس والخزرج فجاؤوا في العالم الثالث حاجِّين
وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم عند جَمرة العقبة على النصرة والتأييد والجهاد
معه بشرط أن يهاجر إليهم فإذا هاجر إليهم فسيحمونه بما يحمون منه أنفسهم وأولادهم
وأموالهم فبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، ثم رجعوا إلى بلادهم
ينتظرون قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر
أصحابه بالهجرة إلى المدينة فصاروا يهاجرون بالأعداد الكثيرة فخاف المشركون أن
يلحق بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا ماذا
يصنعون به حتى لا يلحق بقومه، قال تعالى: {وَإِذۡ يَمۡكُرُ
بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ
وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ} [الأنفال: 30] ثم اتفق رأيهم لأنهم لا يقدرون أن يقتلوه خوفًا من قريش
ففكروا ماذا يصنعون؟ جاءهم الشيطان في صورة رجل وقال لهم: اختاروا جماعة من شبابكم
وأعطوا كل واحدٍ منهم السيف فإذا خرج يضربونه ضربةً واحدةً حتى يتفرق دمه في القبائل
فلا تستطيع قريش أن تثأر من القبائل كلها فرأوا أن هذا هو الرأي وجمعوا شبابهم
وسيوفهم وجلسوا عند باب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راقدٌ على فراشه ينظرون
إليه فأوحى الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بمكيدتهم فأمر علي بن أبي طالب رضي
الله عنه الشاب الجلد الشجاع أمره أن يبقى على فراشه حتى يظن المشركون أنه هو
الرسول صلى الله عليه وسلم فجاء عليٌّ رضي الله عنه فاضطجع على فراش الرسول صلى
الله عليه وسلم والتحف بلحافه فخرج من بينهم وهم جالسون ولا يشعرون به فأخذ التراب
وذَرَّه على رؤوسهم وهو يقرأ قوله تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا
مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا﴾ [يس: 9] الآية. وخرج من بينهم وذهب إلى صاحبه أبي
بكرٍ الصديق رضي الله عنه وكان قد واعده أن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد