×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

على الطريق فلما انقطع الطلب جاء الرجل بالراحلتين فركب أبو بكرٍ وركب الرسول صلى الله عليه وسلم ومعهم الدليل فساروا إلى المدينة ونجّا الله رسوله صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين وحماه منهم ولحق بأصحابه قرير العين، وكان أهل المدينة يخرجون كل يوم في الصباح ينتظرون قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم يرجعون في الهجير إلى بيوتهم فلما كان في اليوم الذي وصل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رجعوا في الهجير صعد رجلٌ من اليهود على أطمٍ له فرأى راكِبَين يزول بهم السَّراب فقال: يا بني قيلة (يعني الأوس والخزرج): هذا جدكم الذي تنتظرونه فخرجوا في الهجير واستقبلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه خير استقبال ورحبوا بهم وساروا معهم حتى دخلوا المدينة وكلٌّ منهم يطلب من الرسول أن ينزل عنده فيقول صلى الله عليه وسلم: دعوها (يعني الراحلة) فإنها مأمورةٌ به الراحلة حتى وصلت إلى مكان مسجده صلى الله عليه وسلم فبركت ثم قامت فمضت ثم رجعت وبركت، ثم قامت، فرجعت وبركت في هذا المكان فجاء أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فأخذ رحل الرسول صلى الله عليه وسلم فأدخله إلى بيته وكان قريبًا من المكان الذي بركت فيه الناقة فصار الرسول صلى الله عليه وسلم ضيفًا على أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه إلى أن بنى مسجده وبنى حجراته ثم انتقل إليها، ثم تكاثر المسلمون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وأسلم كثيرٌ من الأوس والخزرج وسماهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنصار، بدلاً من الأوس والخزرج، ثم بعد ذلك كانت للإسلام الدولة والقيادة والجنود فعند ذلك صار رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو المشركين، بالجيوش ويبعث السرايا إليهم ونصره الله نصرًا مؤزرًا حتى جاء في العام الثامن إلى مكة ومعه عشرة آلاف من الجنود، من جنود الرحمن مدججين بالسلاح من الأوس والخزرج ودخل مكة ظافرًا 


الشرح