أحَدُهُما: أنْ
يُقَالَ: أَنَّ اليدَ جَارِحةٌ مثل جوارِحِ العبادِ، وظَاهرُ الغضبِ غليانُ
القَلبِ لطَلبِ الانتِقَامِ، وظَاهِرُ كَونِه فِي السَّماءِ أنْ يَكُونَ مثلَ
الماءِ فِي الظَّرفِ، فلا شَكَّ أنَّ مَن قَالَ: إنَّ هَذِهِ المعَاني وشِبْهها من
صفَاتِ المخْلُوقِين ونُعوتِ المُحدَثينَ غيرُ مُرادٍ من الآياتِ والأحاديثِ فقَدْ
صدَقَ وأحسَنَ؛ إذْ لا يَختَلِفُ أهْلُ السُّنَّةِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَيْسَ
كمِثْلِهِ شَيءٌ لا فِي ذَاتِهِ ولا فِي صفَاتِه ولا فِي أفْعَالِه، بل أكثرُ أهلِ
السُّنَّةِ من أصحَابِنَا وغيرِهم يُكَفِّرُونَ المُشبِّهةَ والمجسِّمةَ، لكن
هَذَا القائِلُ أخْطَأَ حَيْثُ ظنَّ أن هَذَا المَعنى هو الظَّاهِرُ من هَذِهِ
الآياتِ والأحادِيثِ وحَيثُ حكَى عَنِ السَّلَفِ ما لَمْ يَقُولوه؛ فإن ظاهرَ
الكلامِ هُو ما يسبقُ إلى العقْلِ السَّليمِ منه لمَنْ يفْهَمُ تِلْكَ اللُّغةِ،
ثُمَّ قد يَكُونُ ظُهُورُه بمجَرَّدِ الوضْعِ، وقَدْ يَكُونُ بسِيَاقِ الكلامِ، ولَيْسَتْ
هَذِهِ المعاني المُحدَثَةُ المُستَحِيلَةُ عَلَى اللهِ تَعَالَى هي السَّابقَة
إلى عقولِ المُؤْمنِينَ بل اليَدُ عِنْدَهُم كالعِلْمِ والقُدرَةِ والذَّاتِ،
فَكَمَا كَانَ عِلمُنَا وقُدرَتُنَا وحيَاتُنا وكلاَمُنَا نَحوهَا من الصِّفاتِ
أعْرَاضًا تَدُلُّ عَلَى حُدوثِنَا يمتَنِعُ أنْ يُوصَفَ اللهُ بمِثْلِهَا،
فكذَلِكَ أيدِينَا ووُجُوهِنا ونحوها أَجْسَامًا كذَلِكَ مُحدَثة يُمتَنَعُ أنْ
يُوصَفَ اللهُ تَعَالَى بمثْلِهَا.
ثُمَّ لَمْ يَقُلْ أحدٌ من أهلِ السُّنَّة: إِذَا قلنا: إِنَّ اللهَ علمًا وقُدْرةً وسَمعًا وبصَرًا؛ أنَّ ظاهِرَه غَيرُ مُرادٍ ثُمَّ يفسَّرُ بصِفَاتِنا، فكذَلِكَ لا يجُوزُ أنْ يُقَالَ: إنَّ ظاهِرَ اليدِ والوجْهِ غيرُ مُرادٍ؛ إذ لا فرقَ بين ما هُو من صفَاتِنَا جِسمٌ أو عرَضٌ للجِسْمِ، ومن قَالَ: إنَّ ظاهِرَ شيءٍ من أسمَائِه وصفَاتِه غَيرُ مُرادٍ فقَدْ أخطَأَ؛ لأَنَّه ما من اسْمٍ يُسمَّى اللهُ تَعَالَى به إلاَّ والظَّاهِرُ الَّذِي يستَحِقُّهُ المخْلُوقُ غير مُرادٍ به، فكَانَ قولُ هَذَا القائلِ يَقتَضِي أنْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد