وسطية
هذه الأُمَّة
يُبيِّن الشيخُ
رحمه الله وسطية الأُمَّة المُحَمَّدية بين الأمم فيقول: وكذلك في صفات الله تعالى
فإن اليهود وصفوا الله تعالى بصفات المخلوق الناقصة فقالوا: هو فقير ونحن أغنياء،
وقالوا: يد الله مغلولة، وقالوا: إنه تعب من الخلق فاستراح يوم السبت! إلى غير
ذلك، والنصارى وصفوا المخلوق بصفات الخالق المختصة به، فقالوا: إنه يخلق ويرزق
ويغفر ويرحم ويتوب على الخلق ويثيب ويعاقب، والمؤمنون آمنوا بالله سبحانه وتعالى
ليس له سَمِيّ ولا نِدّ، ولم يكن له كفوًا أحد وليس كمثله شيء؛ فإنه رب العالمين
وخالق كل شيء وكل ما سواه عباد له فقراءُ إليه: {إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ
إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا ٩٣ لَّقَدۡ أَحۡصَىٰهُمۡ وَعَدَّهُمۡ عَدّٗا
٩٤ وَكُلُّهُمۡ ءَاتِيهِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَرۡدًا ٩٥﴾ [مريم: 93- 95] .
ومن ذلك أَمْر
الحلال والحرام؛ فإن اليهود كما قال الله تعالى: {فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ
هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ﴾ [النساء: 160] فلا يأكلون ذواتِ الظُّفُر - مثل:
الإبل والبَطّ - ولا شَحْم الثَّرْب والكُلْيتين ولا الجَدْي في بطن أمه، إلى غير
ذلك مما حُرم عليهم من الطعام واللباس وغيرهما، حتَّى قيل: إن المحرماتِ عليهم
ثلاثُمائة وستون نوعًا، والواجب عليهم مائتان وثمانية وأربعون أمرًا، وكذلك شُدد
عليهم في النجاسات حتَّى لا يؤاكلوا الحائض ولا يجامعوها في البيوت.
وأما النصارى: فاستحلوا جميع المحرمات وباشروا جميع النجاسات، وإنما قال لهم المسيح: {وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد