×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

 فيما جَاءَ به هُو شَهادَةُ أن لاَ إِله إلاَّ الله، وأنَّ مُحمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُهُ.

إِلَى أنْ قَالَ رحمه الله : فالعبَادَةُ والاستِعَانَةُ وما يدْخُلُ فِي ذَلِكَ مِنَ الدُّعاءِ والاستِغَاثَةِ والخَشْيَةِ والرَّجَاءِ والإنَابَةِ والتَّوكُّلِ والتَّوبةِ والاسْتِغْفَارِ كُلُّ هَذَا للهِ وَحْدَه لا شَرِيكَ له. فالعبَادَةُ متعَلِّقَةٌ بأُلُوهِيَّتِه، والاستعانَةُ متعَلِّقَةٌ برُبُوبِيَّتِه، واللهُ رَبُّ العالمِينَ، لا إله إلاَّ هو، ولا رَبَّ لنا غَيره، لاَ مَلِكٌ ولا نَبيٌّ ولا غَيرُه بلْ أكبَرُ الكبَائِرِ الإشْرَاكُ باللهِ، وأن تَجعَلَ له نِدًّا وهُوَ خلقَكَ. والشِّرْكُ أن تَجْعَلَ لغَيْرِه شِركًا؛ أي: نَصِيبًا فِي عبادَتِكَ وتَوكُّلِكَ واستِعَانَتِكَ.

***

العَبْدُ لا يَسأَلُ إلاَّ اللهَ

قَالَ رحمه الله فِي بيانِ أَنَّ العبدَ لا يسألُ إلاَّ اللهَ بعدَ أنْ أَورَدَ قَولَه تَعَالَى: {فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ٧ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب ٨ [الشرح: 7- 8] ، وقولَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لابْنِ عبَّاسٍ«إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ»([1]).

قَالَ: وفي التِّرمذِيِّ ([2]): «لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ»، وفي الصَّحيحِ ([3]): أَنَّه قَالَ لعَوفِ بنِ مالكٍ والرَّهطِ الَّذِينَ بَايَعَهُم معه: «لاَ تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا»، فكَانَ سَوطُ أحَدِهم إِذَا سقَطَ من يَدِهِ لا يَقُولُ لأحَدٍ نَاوِلْنِي إيَّاهُ. وفي الصَّحيحِ ([4]) من حَدِيثِ السَّبعِينَ ألفًا الَّذِينَ يَدْخُلونَ الجَنَّةَ بغيرِ حسَابٍ:


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2669)، وأبو يعلى رقم (2556).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (3604)، وابن حبان رقم (886)، والضياء رقم (1610).

([3])أخرجه: مسلم رقم (1043).

([4])أخرجه: البخاري رقم (3410)، ومسلم رقم (220).