×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

تستعيذُ بالجنِّ فصارَ ذَلِكَ سببًا لطُغيانِ الجِنِّ، وقالت: الإنسُ تستعيذُ بنَا، وكَذَلِكَ الرُّقَى والعزَائِمُ الأعجَمِيَّةُ تتضمَّنُ أسماءَ رجالٍ مِنَ الجنِّ يُدْعَون ويُسْتَغاثُ بهم، ويُقْسَمُ عَلَيْهِم بمن يعظِّمُونه، فتُطِيعُهم الشَّياطِينُ في بَعْضِ الأمورِ، وَهَذَا من جنسِ السِّحْرِ والشِّرْكِ، قالَ تَعَالَى: {وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ [البقرة: 102] ، وكثيرٌ من هَؤُلاَءِ يطِيرُ في الهواءِ وتكونُ الشياطينُ قد حملَتْهُ وتذْهَبُ به إِلَى مَكَّةَ وغيرها، ويكون مع ذَلِكَ زنديقًا يجْحَدُ الصَّلاَةَ، وغيرها مِمَّا فرضَ اللهُ ورسولُه، ويستحلّ المحارِمَ الَّتِي حرَّمَها اللهُ ورسولُه، وإِنَّمَا يقْتَرِنُ به أولئك الشَّياطين لما فِيهِ مِنَ الكُفْرِ والفُسوقِ والعصيانِ.

***

ضَوابِطُ المُتَابعَة للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم

هَذَا ما ذكره الشَّيخُ من ضوابِطِ المتابعَةِ للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ؛ فمِمَّا لا شكَّ فِيهِ أنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أوجبَ عَلَى المُسْلِمِينَ متابعَةَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ؛ والاقتداءَ به، وجعلَ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ علامَةً عَلَى محبَّةِ اللهِ تَعَالَى: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ [آل عمران: 31] ، وإِنَّمَا يُتَابَعُ ويقتدَى به صلى الله عليه وسلم فِيمَا هُوَ مِنَ التَّشريعِ لا ما هُوَ مِنَ العادَاتِ، وأيضًا إِذَا فعَلَ بَعْضُ الصَّحابةِ فعلاً، أو قالَ قولاً لَمْ يوافقْهُ عَلَيْهِ بقيَّةُ الصَّحابةِ،


الشرح