أو قَانتٌ بل
ولا مُسْلِمٌ، بل الجَمِيعُ مُقِرُّونَ بالصَّانِعِ بفِطْرَتِهم.
والمُؤْمِنُ
يخضَعُ لأمر رَبِّهِ طَوعًا، وكذَلِكَ لما قدَّرَهُ من المصَائِبِ؛ فإِنَّه يفعلُ
عندَها ما أُمِرَ به من الصَّبْرِ وغيرِهِ طوعًا فهو مُسْلِمٌ للهِ طوعًا، خَاضعٌ
له طَوعًا، والسُّجُودُ مقْصُودُه الخُضُوعُ، وسُجُودُ كُلِّ شَيْءٍ بحَسبِهِ
سُجُودًا يناسِبُهَا ويتضَمَّنُ الخُضُوعَ للرَّبِّ.
فالشَّيخُ رحمه
الله يرَى أنَّ خُضُوعَ الكُفَّارِ وعبودِيَّتَهم للهِ أمرٌ اختِيَارِيٌّ لا خُضوع
اضطرَارِيّ كَمَا يَقُولُهُ البعضُ، لكن هَذَا الخُضُوعُ والتَّعبُّدُ لما كَانَ
معه شِركٌ فِي العبادَةِ لَمْ يَكُنْ نافعًا لأَهْلِهِ. والله المُوفِّقُ.
***
ما
يُشرَعُ للمُسلِمِ فِي تَعَامُلِه مع النَّاسِ
تكلَّمَ شَيْخُ الإِسْلاَم ابنُ تيمِيَّة فيمَا يُشرَعُ للمسلمِ فِي تعامُلِهِ مع النَّاسِ، فقَالَ رحمه الله : والسَّعادةُ فِي معاملَةِ الخَلقِ أنْ تُعامِلَهُم للهِ فتَرجُو اللهَ فيهم ولا تَرْجُوهُم فِي اللهِ، وتخَافَهُ فيهِم ولا تخَافَهُم فِي اللهِ، وتُحْسِنَ إليهم رجَاءَ ثَوابِ اللهِ لا لمُكَافَئَتِهم، وتَكفَّ عن ظُلْمِهم خَوفًا مِنَ اللهِ لا منهُم؛ كَمَا جَاءَ فِي الأثَرِ: «ارْجُ اللهَ فِي النَّاسِ ولاَ ترجُ النَّاسَ فِي اللهِ، وخَفِ اللهَ فِي النَّاسِ ولا تخَفِ النَّاسَ فِي اللهِ ([1])؛ أي: لا تَفعَلْ شيئًا من أنوَاعِ العبَادَاتِ والقُربِ لأجْلِهِم لا رجَاءَ مَدْحِهم ولا خَوفًا من ذَمِّهم، بل ارْجُ اللهَ ولا تَخَفْهُم فِي اللهِ فيمَا يأتي وما تَذَرُ، بلِ افعَلْ ما أُمِرْتَ به وإن كَرِهُوه وفي الحَدِيث: «إِنَّ مِنْ ضَعْفِ اليَقِينِ أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ أَوْ تَذُمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللهُ» ([2])،
([1])انظر: تاريخ مكة للفاكهي (3/339).
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد