وَسَطِيَّة
أهل السُّنة والجماعة بين الفِرَق:
قال الشيخ رحمه
الله في وسطية الأمة المحمدية بين الأمم ووسطية أهل السُّنة والجماعة بين الفِرق،
قال: إن دين الله وَسَط بين الغالي فيه والجافي عنه، والله تعالى ما أمر عباده
بأمر إلاَّ اعترض الشيطان فيه بأمرين لا يبالي بأيهما يظفر: إما إفراط فيه، وإما
تفريط فيه، وإذا كان الإسلام الذي هو دين الله لا يُقبل من أحد سواه، قد اعترض الشيطان
كثيرًا ممن ينتسب إليه حتَّى أخرجه عن كثير من شرائعه، بل أخرج طوائف من أَعْبَد
هذه الأُمَّة وأَورَعِها، حتَّى مَرَقُوا منه كما يَمْرُق السَّهْمُ من
الرَّمِيَّة: إلى أن قال:
فإن كان عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين قد انتسب إلى الإسلام من مَرَق منه
مع عبادته العظيمة حتَّى أمر النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بقتالهم؛ فيُعلم أن
المنتسب إلى الإسلام أو السُّنة في هذه الأزمان قد يَمْرُق أيضًا من الإسلام
والسُّنة حتَّى يَدَّعي السُّنة من ليس من أهلها، بل قد مَرَق منها، وذلك بأسباب:
منها: الغلو الذي ذمه الله تعالى في كتابه حيث قال: {يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ﴾ [النساء: 171] إلى قوله: {وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا﴾ [النساء: 171] ، وقال تعالى: {قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوٓاْ أَهۡوَآءَ قَوۡمٖ قَدۡ ضَلُّواْ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرٗا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [المائدة: 77] وقال
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد