إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ١٠﴾ [الحجرات:
9- 10] ، ولا يَسْلُبون الفاسق المِلِّيّ اسم الإِيمَان بالكُلِّية ولا
يُخَلِّدونه في النار كما تقوله المُعْتَزِلة، بل الفاسق يدخل في اسم الإِيمَان في
مثل قوله: {فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ﴾ [النساء:
92] ، وقد لا يدخل في اسم الإِيمَان المُطلَق، كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ
قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ [الأنفال: 2] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ
مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ
الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ
شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا
وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ([1])، ويقولون: هو مؤمن ناقص الإِيمَان أو مؤمن بإِيمَانه
فاسق بكبيرته، فلا يُعطى الاسم المُطلَق ولا يُسلب مطلق الاسم.
يعني الشيخُ
رحمه الله أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإِيمَان إلى الكفر كما تقوله الخوارج،
ولا يكون مؤمنًا كامل الإِيمَان كما تقوله المُرْجِئة، بل هو مؤمن ناقص الإِيمَان
أو مؤمن فاسق.
***
مَحَبَّة
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
ثم ينتقل الشيخ رحمه الله إلى بيان موقف أهل السُّنة والجماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامةُ قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد