×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

بيان الله سبحانه وتعالى لعباده ما يحتاجون إليه

يواصل شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ رحمه الله البيان بأن الله سبحانه بين لعباده أصول الدين بالأدلة العقلية والبراهين القطعية، عَكْسَ ما يدعيه علماء الكلام من خُلُو القرآن من البراهين العقلية وأنه مجرد أخبار تعتمد على صدق المخبِر، فيقول رحمه الله : وكذلك ما استعمله سبحانه في تنزيهه وتقديسه عما أضافوه إليه من الولادة، سواء سموها حسية أو عقلية، كما تزعمه النصارى من تولُّد الكلمة - التي جعلوها جوهر الابن - منه، وكما تزعمه الفلاسفة والصابئون من تولُّد العقول العشرة والنفوس الفلكية التسعة، وكما يزعمه مشركو العرب الذين جعلوا له بنين وبنات، قال تعالى: {وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ ٱلۡجِنَّ وَخَلَقَهُمۡۖ وَخَرَقُواْ لَهُۥ بَنِينَ وَبَنَٰتِۢ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ [الأنعام: 100] ، وقال تعالى: {أَلَآ إِنَّهُم مِّنۡ إِفۡكِهِمۡ لَيَقُولُونَ ١٥١ وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ ١٥٢ [الصافات: 151- 152] ، وكانوا يقولون: الملائكة بنات الله.

كما يزعم هَؤُلاء - الفلاسفة - : أن العقول أو العقول والنفوس هي الملائكة، وهي متولَّدة عن الله، فقال الله تعالى: {وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَٰتِ سُبۡحَٰنَهُۥ وَلَهُم مَّا يَشۡتَهُونَ ٥٧وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ  ٥٨ يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٥٩ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوۡءِۖ وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٦٠ [النحل: 57- 60] إلى قوله: {وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ [النحل: 62] ، وقال تعالى: {أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخۡلُقُ بَنَاتٖ وَأَصۡفَىٰكُم 


الشرح