مُحدثٌ دَلَّ عَلَى حُدُوثِ الجوهرِ؛ لم
يستلزِمْ ذَلِكَ فِي كُلِّ ما قامَ بغيرِهِ أن يَكُونَ عرضًا، إلاَّ إِذَا استلزمَ
أن يَكُونَ كُلُّ ما قامَ بنفسِهِ جَوْهرًا.
***
الحقيقةُ
والمجازُ
كتبَ الشَّيْخُ
رحمه الله رسالةً تُسمَّى «الرِّسالةُ المدنيَّةُ فِي الحقيقةِ والمجازِ».
وصدَّرَهَا
بقولِهِ: «السَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، السَّلامُ عَلَى
جيرانِهِ سكَّانِ المدينةِ الطَّيِّبَةِ، الأحياءِ والأمواتِ من المهاجرينَ
والأنصارِ وسائرِ المؤمنينَ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، إِلَى الشيخِ الإمامِ العارفِ
النَّاسكِ المقتدِي الزَّاهِدِ العابدِ، شَمْسِ الدِّينِ، كتبَ اللهُ فِي قلبِهِ
الإيمانَ وأيَّدَهُ بروحٍ منهُ وآتاهُ رحمةً من عندِهِ وعلَّمَهُ من لدُنْهُ
علمًا، وجعلَهُ من أوليائِهِ المتَّقِينَ وحزْبِهِ المُفْلِحينَ وخاصَّتِهِ
المصطَفَيْنَ، ورزَقَهُ اتِّبَاعَ نبيِّهِ باطنًا وظاهِرًا، واللَّحاقَ بِهِ فِي
الدُّنيا والآخرةِ إِنَّه وَلِيُّ ذَلِكَ والقادرُ عَلَيْه.
مِنْ أحمدَ بنِ
تيميةَ، سلامُ اللهُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، أما بعد: فإنَّا نحمدُ إليكمُ
اللهَ الَّذِي لا إلهَ إلاَّ هوَ، وهوَ للحَمْدِ أهْلٌ، وهو عَلَى كُلِّ شيْءٍ
قديرٌ، ونسألُهُ أن يُصَلِّي عَلَى صَفْوَتِهِ منْ خَلْقِه وخيرتِهِ من بريَّتِهِ،
النَّبِيِّ الأميِّ «مُحَمَّدٍ» وعَلَى آلهِ وسلِّمْ تسليمًا، كِتَابي إليْكَ،
أَحْسَنَ اللهُ إليكَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ إحسانًا يُنِيلُكَ بِهِ عَالِي
الدَّرَجَاتِ فِي خَيْرٍ وعافِيَةٍ عن نعمةٍ منَ اللهِ، وخيرٍ وعافيةٍ شاملةٍ لنَا
ولِسَائِرِ إخوانِنَا والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ كثِيرًا كَمَا هو أهلُهُ، وكما
يَنْبَغِي لكرمِ وجهِهِ وعزَّ جلالُهُ.
إِلَى أن
قَالَ: ونحنُ نسألُ اللهَ ونرجو مِنْهُ أن يَكُونَ ما قَضَاهُ وقَدَّرَهُ
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد