×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

ثَبَاتُ أَهْلِ الإِْيمَانِ

لمَّا ذكَر الشيخُ رحمه الله تَذَبْذُبَ عُلَمَاءِ الْكَلامِ وعَدَمَ ثباتِهِم فِي مواقِفِهم وانتِهاءِ أمرِهِم إِلَى الْحَيْرَةِ، لأنَّهُم لَم يَبْنُوا مَقَالاَتِهم عَلَى أُصولٍ ثَابِتَةٍ مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ؛ ذكَر مواقِفَ أهْلِ الإيمَانِ وثَبَاتِهم، وأنَّ ذلكَ بِسببِ صِحَّةِ الأُصُولِ الَّتِي بَنَوا عَلَيها مَقَالاتِهم.

قال رحمه الله وَلَقَدْ كَانَ مِن أُصُولِ الإِيمانِ أَنْ يُثَبِّتَ اللهُ العبدَ بالقَولِ الثابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنيا وفِي الآْخِرَةِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالى: {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ ٢٤ تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ٢٥ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ ٢٦ يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ٢٧ [إبراهيم: 24- 27] ، والكَلِمَةُ أصلُ العَقِيدةِ؛ فإنَّ الاعْتِقَادَ هُو الكَلِمَةُ الَّتِي يَعْتَقِدُها الْمَرءُ، وأَطْيَبُ الْكَلامِ والعَقَائِدِ كَلِمَةُ التَّوحيدِ واعْتِقَادُ أنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وأَخْبَثُ الكَلاَمِ والعَقَائدُ كلِمَةُ الشِّركِ هُو اتِّخَاذُ إلهٍ معَ اللهِ؛ فإنَّ ذَلكَ بَاطلٌ لا حقيقةَ له، ولِهَذا قال سبحانَه: {مَا لَهَا مِن قَرَارٖ [إبراهيم: 26] ، وهَذا كَانَ كُلَّما بحثَ الباحِثُ وعَمِل العامِلُ على هذهِ الكَلِماتِ والعقائِدِ الخَبِيثةِ لا يَزْدَادُ إلاَّ ضَلالاً وبُعدًا عنِ الحقِّ وعِلمًا بِبُطْلانِها، كمَا قال تَعَالى: {وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡ‍َٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡ‍ٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ٣٩ أَوۡ كَظُلُمَٰتٖ فِي بَحۡرٖ لُّجِّيّٖ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٞۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ


الشرح