والفُرْقة، كما
يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة الكلام في الدين وغير ذلك؛ كان من أهل البدع
والضلال والتفرق.
وبهذا يتبين أن
أحق الناس بأن تكون هي الفِرْقةَ الناجية أهلُ الحديث والسُّنة الذين ليس لهم
متبوع يتعصبون له إلاَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .
***
تعريف
الفِرقة الناجية
يبين شيخ
الإسلام رحمه الله أَوْلَى الطوائف والفِرق بأن تكون هي الفِرقة الناجية - أهل
السُّنة والجماعة - فيقول: أحقُّ الناس بأن تكون هي الفِرقة الناجية أهلُ الحديث
والسُّنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم
أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاءُ
فيها وأهل معرفةٍ بمعانيها، واتباعًا لها تصديقًا وعملاً وحبًّا ومُوَالاة لمن
والاها ومُعَاداة لمن عاداها؛ الذين يردُّون المقالات المُجْمَلة إلى ما جاء به من
الكتاب والحكمة، فلا يَنْصِبُون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجُمَلَ كلامهم إن
لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول، بل يجعلون ما بُعث به الرسولُ من الكتاب والحكمة
هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه.
وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقَدَر والوعيد والأسماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - وغير ذلك - يردُّونه إلى الله ورسوله، ويفسرون الألفاظ المُجْمَلة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف؛ فما كان من معانيها مَوَافِقًا للكتاب والسُّنة أثبتوه، وما كان منها مخالفًا للكتاب والسُّنة أبطلوه، ولا يتَّبعون الظن وما تَهْوَى الأنفس؛ فإن اتباع الظن جهل، واتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم.
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد