وجِمَاع الشر
الجهل والظلم، قال الله تعالى: {وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ
كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا﴾ [الأحزاب: 72]
إلى آخر السورة، وذكر التوبة - يعني - في قوله تعالى: {وَيَتُوبَ ٱللَّهُ﴾ [الأحزاب: 73] لعلمه سبحانه وتعالى أنه لا بُدَّ
لكل إِنسَان من أن يكون في جهل وظلم، ثم يتوب الله على من يشاء، فلا يزال العبد
المؤمن دائمًا يتبين له من الحق ما كان جاهلاً به ويرجع عن عمل كان ظالمًا فيه،
وأدناه ظلمه لنفسه، كما قال تعالى: {ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ﴾ [البقرة: 257] ، وقال تعالى: {هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦٓ ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖ
لِّيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ﴾ [الحديد: 9] ، وقال تعالى: {الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ
إِلَى ٱلنُّورِ﴾ [إبراهيم: 1] .
ثم بيَّن الشيخ رحمه الله تفاوت الناس في مخالفة الحق فقال: وما ينبغي أيضًا أن يُعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام درجات: منهم من يكون قد خالف السُّنة في أصول عظيمة، ومنهم من يكون: إنما خالف السُّنة في أمور دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السُّنة منه؛ فيكون محمودًا فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل؛ فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها ورد باطلاً بباطل أخفَّ منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السُّنة والجماعة، ومثل هَؤُلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ، والله تعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد