بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ
بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51]
إلى قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [المائدة:
55] الآية، وهذا عام في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة سواء كان من أهل نِسْبة
أو بَلْدة أو مَذْهَب أو طريقة أو لم يكن، قال الله تعالى: {وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة: 71] .
***
النهي
عن الافتراق في الدين
لما ذكر الشيخ
رحمه الله النصوص الدالة على وجوب تآخي المسلمين وتراحمهم وتعاطفهم وموالاة بعضهم
لبعض قال بعد ذلك: فكيف يجوز مع هذا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تفترق وتختلف
حتَّى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة أخرى بالظن والهوى بلا برهان من الله
تعالى؟! وقد بَرَّأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم ممن كان هكذا، فهذا فِعْل أهل
البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين واستحلوا دماء من خالفهم! وأما أهل
السُّنة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله، وأقلُّ ما في ذلك أن يفضل الرجل من وافقه
على هواه، وإن كان غيره أتقى لله منه، وإنما الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله
ويؤخر من أخره الله ورسوله، ويحب ما أحبه الله ورسوله ويبغض ما أبغضه الله ورسوله،
وينهى عما نهى الله عنه ورسوله، وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله، وأن يكون
المسلمون يدًا واحدة؛ فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلل غيره ويكفره وقد
يكون الصواب معه، وهو الموافق للكتاب والسُّنة؟!.
ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين؛ فليس كل من أخطأ يكون كافرًا ولا فاسقًا، بل قد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد