ما لا يمكنه فعلها إلاَّ خلفه، كالجمع والأعياد
والجماعة إذا لم يكن هناك إمام غيره، ولهذا كان الصحابة يصلون خلف الحَجَّاج
والمختار بن أبي عبيد الثقفي - وغيرهما - الجمعة والجماعة؛ فإن تفويت الجمعة
والجماعة أعظم فسادًا من الاقتداء فيهما بإمام فاجر.
***
تحريم
الشَّك في الإِيمَان
يرد شيخ
الإسلام على قوم من المشككين الذين يستولي عليهم الشك في دينهم وفي كل شيء بسبب
جهلهم وتسلط الشيطان عليهم، قال رحمه الله : أجمع المسلمون على شهادة أن لا إله
إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، وأن ذلك حق يجزم به المسلمون ويقطعون به ولا
يرتابون، وكل ما عَلِمه المسلم وجزم به فهو يَقطع به وإن كان الله قادرًا على
تغييره، فالمسلم يقطع بما يراه ويسمعه، ويقطع بأن الله قادر على ما يشاء، وإذا قال
المسلم: أنا أقطع بذلك فليس مراده أن الله لا يقدر على تغييره، بل من قال: إن الله
لا يقدر على مثل إماتة الخلق وإحيائهم من قبورهم، وعلى تسيير الجبال وتبديل الأرض
غير الأرض، فإنه يُستتاب وإلا قُتل.
والذين يكرهون
لفظ القطع من أصحاب أبى عمرو بن مرزوق هم قوم أحدثوا ذلك من عندهم، ولم يكن هذا
الشيخ - يعنى: ابن مرزوق - ينكر هذا، ولكن أصل هذا أنهم كانوا يستثنون في
الإِيمَان كما نقل ذلك عن السلف فيقول أحدهم: أنا مؤمن إن شاء الله، ويستثنون من
أعمال في أعمال البر فيقول أحدهم: صليت إن شاء الله، ومراد السلف من ذلك الاستثناء
إما لكونه لا يقطع بأنه فعل الواجب كما أمر الله
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد