هَذِهِ
مقتطفاتٌ من كلامِ الشَّيْخ رحمه الله عَلَى هَذَا الموضوعِ الجَليلِ: موضوعُ
التَّعامُلِ مع اللهِ، والتَّعامُلِ مع النَّاسِ، والتَّعامُلِ مع النَّفسِ، وأن
من أصَلَحَ مُعامَلَتَه معَ اللهِ فعبَدَه حَقَّ عِبَادَتِه ولَم يَعْبُدْ أحدًا
سِوَاهُ كفَاهُ شَرَّ النَّاسِ وشَرَّ نَفْسِه وأَمَّنَهُ ممَّا يخَافُ، وأَمَّا
من خافَ النَّاس فأرضَاهُم بما يُسْخِطُ اللهَ فإِنَّ اللهَ يعكِسُ عَلَيْه
مطْلُوبَهُ ويسَلِّطُ عَلَيْه عَدُوَّه ويُصْبِحُ عَملُه وبالاً عَلَيْه، فيَجِبُ
عَلَى المسلمِ أَنْ يخشَى اللهَ، وأن لا تأْخُذَهُ فِي اللهِ لوْمَةُ لائِمٍ،
ويكُفَّ عُدوانَهُ عَنِ النَّاسِ، ويكُفَّ نفْسَهُ عَنِ المَعَاصِي، وينصَحَ
لإخْوَانِه المُسْلِمينَ، هَذَا هو السَّبيلُ الصَّحِيحُ، واللهُ المُوَفِّقُ
والهَادِي إِلَى سَواءِ السَّبيلِ.
***
فَوائِدُ
من قَوْلِهِ تَعَالَى:
{ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾
فَوائِدُ جَليلةٌ فِي مَعْنَى قَولِهِ تَعَالَى: {ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧﴾ [الفاتحة: 6- 7] . قَالَ رحمه الله : وقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قَالَ: «الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ» ([1])، وكِتَابُ اللهِ يَدلُّ عَلَى ذَلِكَ فِي مَواضِعَ مثل قَولِهِ تَعَالَى: {قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ﴾ [المائدة: 60] ، وَقَولِهِ: {بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ﴾ [البقرة: 90] ، وقَولِهِ: {وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَسۡكَنَةُۚ﴾ [آل عمران: 112] ،
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد