والصَّالِحِينَ بعدَ مَوتِهِم عندَ قُبُورِهِم
وفي مَغِيبِهم وخِطَابُ تمَاثِيلِهم هُو من أعظَمِ أنوَاعِ الشِّركِ المَوجُود فِي
المُشْرِكينَ من غيرِ أهْلِ الكِتَابِ، وفي مبتدعَةِ أهْلِ الكِتَابِ والمسلِمِينَ
الَّذِينَ أحدَثُوا من الشِّركِ والعبادَاتِ مَا لَمْ يأْذَنْ به اللهُ تَعَالَى،
انتَهَى كَلامُه رحمه الله .
وأقولُ: وهَذَا
هو المُتمَثِّلُ اليَومَ حَولَ الأضْرِحَةِ والمزَارَاتِ الشِّركِيَّةِ الَّتِي
ضَلَّ بسَبَبِهَا خلقٌ كثيرٌ من هَذِهِ الأُمَّةِ بغَيبَةٍ من العلمَاءِ المُصلِحِينَ
والدُّعاة الصَّادِقِينَ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ.
***
حُكْمُ
طلبِ الشَّفاعةِ والاستغفارِ من الأمواتِ
قَالَ شَيْخُ
الإِسْلاَمِ ابنُ تيمية رحمه الله فِي موضوعِ طلبِ الشَّفاعةِ والاستغفارِ من
الأمواتِ: ومن النَّاس من يتأوَّلُ قولَهُ تَعَالَى: {وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ
أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ
لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء: 64] ، ويَقُولون: إِذَا طلبْنَا مِنْهُ
الاستغفارَ بعدَ موتِهِ كُنَّا بمنزلةِ الَّذِينَ طلبُوا الاستغفارَ من الصَّحابةِ
«يعني: فِي حالِ حياتِه»، ويُخَالفُونَ بذَلِكَ إجماعَ الصَّحابةِ والتّابعِينَ
لهُم بإحسَانٍ وسائِرِ المُسلِمِينَ فإنَّ أحدًا منهم لَمْ يُطلُبْ من النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم بعدَ موتِه أن يشْفَعَ له، ولا سأَلَهُ شيئًا ولا ذَكَرَ
ذَلِكَ أحدٌ من أئِمَّةِ المسلمِينَ فِي كتُبِهِم، وإِنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ من
ذَكَرَه من مُتأَخِّرِي الفُقهَاءِ وحكَوا حِكَايةً مَكْذُوبةً عن مالكٍ رحمه الله
.
أقولُ: وهَذِهِ
القِصَّةُ حاصِلُها: أنَّ أبا جعْفَرٍ قَالَ للإمامِ مَالكٍ رحمه الله : يا أبَا عبدِ
اللهِ! أستقْبِلُ القِبْلَةَ وأدْعُو، أم أستَقْبِلُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم ؟ فقال: ولِمَ تَصْرِفُ وجهَكَ عنه وهُو وسِيلَتُكَ ووسيلَةُ أبِيكَ آدَم
إِلَى اللهِ
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد