في الدين، وذلك لأن الناس في موضوع كرامات
الأولياء انقسموا إلى ثلاثة أقسام: طرفان ووسط، طرف ينكرها وهم المُعتزِلة ومن
تأثر بهم من العقلانيين المعاصرين، ويقولون: إن الخوارق خاصة بالأنبياء معجزة لهم،
فلو أُجيز وقوعُها لغيرهم اشتبه غير النَّبيّ بالنَّبيّ.
وطرف غلا في
إثباتها وعَلَّق عليها أمورًا باطلة من الشَّعْوذة والاعتقاد في أصحابهم أنهم
ينفعون ويضرون من دون الله، وهَؤُلاء هم الصُّوفية والقُبورية المشركون، والوسط
وهم أهل السُّنة والجماعة أثبتوا وقوع الكرامات لبعض الأولياء الصالحين من غير
غُلُو بأصحابها ولا تَعَلُّقَ عليهم كما يفعله الصوفيون والقبوريون.
ولهذا، قال
الشيخ رحمه الله : ومن أصول أهل السُّنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء، وما
يُجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة
والتأثيرات، كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها، ويعني بذلك قصة أصحاب
الكهف وقصة الخضر مع موسى وقصة ذي القرنين، وعن صَدْر هذه الأمة من الصحابة
والتابعين وسائر قرن الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة.
***
بيان
منهج أهل السُّنة والجماعة في العمل
بالكتاب والسُّنة والإجماع
يُبَيِّن شيخُ
الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ رحمه الله منهج أهل السنة والجماعة الذي يسيرون عليه
فيقول: ثم من طريقة أهل السنة والجماعة: اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم
باطنًا وظاهرًا واتباع سبيل السابقين الأولين من
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد