حكمُ
سؤَالِ المخْلُوقِ
قالَ رحمه الله
: وأَمَّا سُؤالُ المخلوقِ المخلوقَ أنْ يَقْضِيَ حاجةَ نَفْسِه، أو يَدْعُوَ له
فلَمْ يُؤْمَر به، بخلافِ سؤالِ أهلِ العلمِ فإِنَّ اللهَ أمرَ بسُؤَالِ أهلِ
العلمِ كَمَا في قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن
كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43] ،
وقَالَ تَعَالَى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكّٖ مِّمَّآ
أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ فَسَۡٔلِ ٱلَّذِينَ يَقۡرَءُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكَۚ﴾ [يونس: 94] ، وقَالَ تَعَالَى: {وَسَۡٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن
دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ﴾ [الزخرف: 45] ، وَهَذَا لأنَّ العِلْمَ يجِبُ
بذله، «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ
يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» ([1])، وَهُوَ يزْكُو عَلَى التعليمِ ولا ينقصُ بالتعليمِ
كَمَا تنقُصُ الأموالُ بالبذْلِ، ولِهَذَا يشبه المصبَاح، وكذلِكَ مَن له عِنْدَ
غَيره حقّ كالأمانَاتِ، مثل: الوديعة والمضاربَة لصاحِبِها أنْ يَسأَلَها ممَّن هي
عندَهُ، وكَذَلِكَ مالُ الفَيءِ وغيرِهِ مِنَ الأموَالِ المُشْتركَةِ الَّتِي يتولَّى
قِسْمَتَها وليُّ الأمرِ، للرَّجلِ أن يطْلُبَ حقَّه منه، كَمَا يطْلُبُ حَقَّه
مِنَ الوقْفِ والمِيرَاثِ والوصِيَّة.
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد