فَالوَاجِبُ
عَلى المُسلِمينَ أن يَتَنَبَّهُوا لِهؤُلاءِ ويُحَصِّنوا شَبابَهم بالعِلمِ
النَّافِع ومعرفَةِ قَدرِ سَلَفِ هَذِه الأُمَّةِ، كما قالَ الإِمامُ مَالكٌ رحمه
الله : لا يُصْلِحُ آخِرَ هذه الأُمَّةِ إلاَّ ما أصْلَحَ أَوَّلَهَا، واللهُ
تعالى يقول: {وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ
ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ
لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ
ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100] ،
ويقول تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا
وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي
قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10] .
إِنَّهُ لا
سَعَادةَ لِهَذهِ الأمَّةِ ولا نَجَاةَ لَهَا مِمَّا تُوَاجِهُهُ مِنَ الأخطَارِ
والتحديَاتِ إلاَّ بِأَنْ تَسِيرَ عَلَى نَهْجِ سَلَفِهَا فِي العِلمِ والعَمَلِ
ومَنْهَجِ الدعوةِ إلى اللهِ؛ لأنَّ هذهِ الأمَّةَ جَسَدٌ واحدٌ وبُنَيانٌ واحِدٌ
لا يَجُوزُ أن يَدخُلَهُ غَريبٌ أو دخيلٌ مِنَ الأفكارِ والمَذَاهِبِ
المُخَالِفَةِ له.
وفَّقَ اللهُ
الجَمِيعَ لِمَا فيه الخَيرُ والصَّلاحُ والفَلاحُ.
***
بَيانُ
الحَشويَّةِ المَذمُومةِ
قال شيخُ
الإِسلامِ ابنُ
تَيْمِيَّةَ رحمه الله في بيانِ الحَشويَّةِ المَذمُومةِ والرَّدُّ على مَن
يُلِقَّبُ بها أهلَ السنَّةِ والحَديثِ، قال رحمه الله : وأما قَولُ مَن قال: إنَّ
الحَشويَّةَ على ضَربينِ، أحدُهُما: لا يَتَحَاشَى مِن الحَشْوِ والتَّشبِيهِ
والتَّجْسيمِ والتَّنزِيهِ دُونَ التَّشبيهِ والتَّجْسيمِ، وكَذَا جَمِيعُ
المُبتدَعةِ يَزعُمونَ هَذا فِيهم كَمَا قَال القَائِلُ:
وَكُلُّ
يَدَّعِي وَصْلاً لِلَيْلَى |
|
وَلَيْلَى
لاَ تُقِرُّ لَهُمْ بِذَاكَا |
فَهَذا الكَلاَمُ فيه حَقٌّ وباطِلٌ؛ فمِنَ الحَقِّ الذي فيه ذَمُّ مَن يُمَثِّلُ اللهَ بِمَخلُوقَاتِه ويَجْعَلُ صفاتِه مِن جِنْسِ صِفاتِهم، وقَد قَال اللهُ تعالى:
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد