قاعِدةٌ فِي تَوحيدِ الأُلوهِيَّةِ
ذَكَرَ شَيْخُ
الإِسْلاَمِ ابنُ تيمِيَّة رحمه الله قاعِدَةً فِي تَوحيدِ الإلهِيَّةِ فقَالَ: «وَبعدُ،
فهَذِهِ قاعدةٌ جلِيلَةٌ فِي توحيدِ اللهِ وإخلاصِ الوَجْهِ والعملِ له عبادِةً
واستِعَانةً».
ثُمَّ قَالَ
فِيهَا: «إِنَّ اللهَ خلقَ الخَلقَ لعِبَادَتِه الجَامِعَةِ لمعْرفتِه والإنابَةِ
إليه ومحبَّتِه والإخلاصِ له؛ فبذِكْرِه تطْمَئِنُّ قُلوبُهم وبرُؤْيتِه فِي
الآخِرَةِ تقرُّ عُيونُهم، ولا شَيْءَ يُعطِيهِم فِي الآخرَةِ أحبُّ إليهم من
النَّظرِ إليه، ولا شَيْءَ يُعطِيهم فِي الدُّنْيَا أعظَمُّ من الإيمانِ به.
وحَاجَتُهم إليه فِي عبَادَتِهم إيَّاهُ وتَألُّههم كحَاجَتِهم وأعظم من خَلْقِه
لهم ورُبوبِيَّتِه إِيَّاهم؛ فإنَّ ذَلِكَ هو الغَايَةُ المَقصُودةُ لهم، وبذَلِكَ
يَصِيرُونَ مُتحَرِّكِينَ، ولا صلاَحَ لهم، ولا فَلاحَ، ولا نَعِيمَ، ولا لذَّة
بدونِ ذَلِكَ بحالٍ.
بل من أعرَضَ
عن ذِكْرِ ربَّهِ فإنَّ له معِيشةً ضَنكًا، ونحْشُره يومَ القيامَةِ أعْمَى،
ولهَذَا كَانَ اللهُ لا يغْفِرُ أن يُشْرَكَ به ويغْفِرُ ما دُون ذَلِكَ لمَن
يشاءُ، ولهَذَا كَانَتْ لاَ إله إلاَّ الله أحسَنَ الحسنَاتِ، وكَانَ التوحيدُ
بقَولِ: لا إله إلاَّ الله رَأسَ الأمرِ، فأمَّا توحِيدُ الرُّبوبِيَّةِ الَّذِي
أقرَّ به الخلْقُ وقرَّرهُ أهلُ الكلامِ فلا يكْفِي وحْدَه، بل هو من الحُجَّةِ
عَلَيْهمْ».
ثُمَّ قَالَ
رحمه الله : واعْلَمْ أنَّ حقَّ اللهِ عَلَى عبادِهِ أن يعبُدُوهُ لا يُشْرِكُوا
به شيئًا كَمَا فِي الحَدِيثِ الصَّحيحِ الَّذِي رَوَاهُ مُعاذٌ عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم أَنَّه قَالَ: «أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ؟
قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ
أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ
عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد