وقال صلى الله
عليه وسلم : «عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ،
فَإِنَّ يَدَ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ» ([1]).
وقال: «الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ
الاِثْنَيْنِ أَبْعَدُ» ([2]).
وقال: «الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الإِْنْسَانِ كَذِئْبِ
الْغَنَمِ,وَالذِّئْبُ إِنَّمَا يَأْخُذُ الْقَاصِيَةَ وَالنَّائِيَةَ مِنَ
الْغَنَمِ» ([3]).
***
وجوب
لزوم جماعة المسلمين والإصلاح بينهم
يقول الشيخ رحمه الله في الحَثِّ على لزوم جماعة المسلمين وعلاجِ ما يَحْصُل بينهم من اختلاف وسوء تفاهم، يقول في ذلك: فالواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين أن يصلي معهم الجمعة والجماعة، ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم، وإن رأى بعضهم ضالًّا أو غاويًا وأمكن أن يهديه ويُرْشِده فعل ذلك - وإلا فلا يكلف الله نفسًا إلاَّ وسعها - وإذا كان قادرًا على أن يُوَلِّي من إمامة المسلمين - يعني: في الصلاة - الأفضل وَلاَّه، وإن قَدَر على أن يمنع من يظهر البدع والفجور منعه، وإن لم يقدر على ذلك فالصلاة خلف الأعلم بكتاب الله وسنة نبيه والأسبق إلى طاعة الله ورسوله أفضل، كما قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِنًّا» ([4])، وإن كان في هَجْره لمُظْهِر البدعة
([1])أخرجه: النسائي رقم (2165)، والحاكم رقم (392)، وابن حبان رقم (4577).
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد