الرد
على خصوم أهل السُّنة جهاد
قال الشيخ رحمه
الله : فالرادُّ على أهل البدع مجاهدٌ، حتَّى كان يحيى بن يحيى يقول: الذَّبُّ عن
السُّنة أفضل من الجهاد، والمجاهد قد يكون عَدْلاً في سياسته وقد لا يكون، وقد يكون
فيه فجورٌ كما قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : «وَأَنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» ([1])، وَ«بِأَقْوَامٍ
لاَ خَلاَقَ لَهُمْ» ([2]).
ولهذا مضت
السُّنة بأن يُغْزَى مع كل أمير بَرًّا كان أو فاجرًا، والجهاد عمل مشكور لصاحبه
في الظاهر لا محالة، وهو مع النية الحسنة مشكور باطنًا وظاهرًا، ووجْه شُكْره
نُصْرَة للسُّنة والدِّين؛ فهكذا المنتصر للإسلام والسُّنة يُشكر على ذلك من هذا
الوجه، فحَمْد الرجال عند الله ورسوله وعباده المؤمنين بحسب ما وافقوا فيه دينَ الله
وسنة رسوله وشرعه من جميع الأصناف؛ إذ الحمد إنما يكون على الحسنات، والحسنات هي
ما وافق طاعة الله ورسوله من التصديق بخبر الله والطاعة لأمره، وهذا هو السُّنة،
فالخير كله باتفاق الأمة، وهو فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك لا
يُذم مَن يُذم من المنحرفين عن السُّنة والشريعة وطاعة الله ورسوله إلاَّ بمخالفته
ذلك.
ومن تُكُلِّم فيه من العلماء والأمراء وغيرهم إنما تكلم فيه أهل الإِيمَان بمخالفته السُّنة والشريعة، وبهذا ذم السَّلَف والأئمة أهل الكلام كابن كَرَّام وابن كُلاَّب والأشعريّ، وما تكلم من أعيان الأمة وأئمتها
([1])أخرجه: البخاري رقم (3062)، ومسلم رقم (111).
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد