×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

ما يجب لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

بعد أن بيَّن الشيخ رحمه الله ما يجب على المسلمين في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - من المحبة والتكريم والاحترام والاقتداء بهم - بيَّن ما يجب لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها؛ فإن الله جعل لهم حقًّا في الخُمُس والفَىْء، وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا: «قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» ([1])، وآل محمد هم الذين حُرمت عليهم الصدقة، هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء ؛ فإن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلاَ لآِلِ مُحَمَّدٍ» ([2])، وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا [الأحزاب: 33] ، وحَرَّم عليهم الصدقة؛ لأنها أوساخ الناس.

وقد قال بعض السَّلَف: حُب أبي بكر وعمر إِيمَان وبُغضُهما نفاق، وفي المسانيد والسنن: أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال للعباس لما شكا إليه جَفْوة قوم لهم، قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ,لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حتَّى يُحِبُّوكُمْ مِنْ أَجْلِي» ([3])، وفي «الصحيح» عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5996)، ومسلم رقم (406).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1072).

([3])أخرجه: الترمذي رقم (3758)، والنسائي في «الكبرى» رقم (8120)، وأحمد رقم (1772).