بَنِي إِسْمَاعِيلَ،
وَاصْطَفَى بَنِي كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ
كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي
هَاشِمٍ» ([1]).
وقد كانت
الفتنة لما وقعت بقتل عثمانَ وافتراق الأمة بعده صار قوم ممن يحب عثمان ويغلو فيه
وينحرف عن علي رضي الله عنه مثل كثير من أهل الشام ممن كان إذ ذاك يسب عليًّا رضي
الله عنه ويبغضه، وقوم ممن يحب عليًّا رضي الله عنه ويغلو فيه وينحرف عن عثمان رضي
الله عنه مثل كثير من أهل العراق ممن كان يبغض عثمان رضي الله عنه ويسبّه، ثم
تغلظت بدعتهم بعد ذلك حتَّى سبّوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وزاد البلاء بهم
حينئذ، والسُّنة محبة عثمانَ وعلي - جميعًا - وتقديم أبي بكر وعمر عليهما رضي الله
عنهم ؛ لِما خصهما الله به من الفضائل التي سبقا بها عثمان وعليًّا جميعًا، وقد
نهى الله في كتابه عن التفرق والتشتت وأمر بالاعتصام بحبله، فهذا موضع يجب على
المؤمن أن يثبت فيه ويعتصم بحبل الله؛ فإن السُّنة مبناها على العلم والعدل
والاتباع لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم ذكر رحمه الله قول الغلاة في يزيد بن معاوية فقال: وصار الغلاة فيه على طَرَفَيْ نقيض؛ هَؤُلاء يقولون: إنه كافر زِنْدِيق، وأقوام يعتقدون أنه كان إمامًا عادلاً مهديًّا وأنه كان من الصحابة أو أكابر الصحابة، إلى أن قال: وهذا اللَّغْو من الطرفين في يزيدَ خلافُ ما أجمع عليه أهل العلم والإِيمَان؛ فإن يزيد بن معاوية وُلد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ولم يدرك النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ولا كان من الصحابة باتفاق العلماء ولا كان من المشهورين بالدين والصلاح، وكان من شُبَّان المسلمين، ولا كان كافرًا
([1])أخرجه: مسلم رقم (2276).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد