ولا زِنْدِيقًا! وتولى بعد أبيه على كراهة من
بعض المسلمين ورضًا من بعضهم، وكان فيه شجاعة وكرم، ولم يكن مظهرًا للفواحش؛ كما
يحكي عنه خصومه، إلى أن قال: ولهذا كان الذي عليه مُعْتَقَد أهل السُّنة وأئمة
الأُمَّة: لا يُسَبّ ولا يُحَبّ؛ فيزيدُ عند علماء أئمة المسلمين ملك من الملوك لا
يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله، ولا يسبُّونه.
قال: وقد يشتبه
يزيد بن معاوية بعمه يزيد بن أبي سفيان؛ فإن يزيد بن أبي سفيان كان من الصحابة،
وكان من خيار الصحابة، وهو خير آل حَرْب، وكان أحد أمراء الشام الذين بعثهم أبو
بكر رضي الله عنه في فتوح الشام، ومشى أبو بكر في رحابه يوصيه مُشَيِّعًا له،
فقال: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب وإما أن أنزل، فقال: لست براكب ولست بنازل،
إني أحتسب خُطَايَ هذه في سبيل الله ([1]).
ثم بيَّن الشيخ
رحمه الله أنه يجب الانتساب إلى دين الإسلام لا الانتساب إلى الأشخاص والمذاهب؛
فقال: وقد رُوِّينا عن معاوية بن أبي سفيان أنه سأله عبد الله بن عباس رضي الله
عنهما فقال: أنت على مِلَّة علي أو مِلَّة عثمان؟ فقال: لستُ على مِلَّة علي ولا
على مِلَّة عثمان! بل أنا على مِلَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ([2]).
أقول: وليس مراد ابن عباس رضي الله عنهما ما يزعمه أهل الأهواء من التحيُّز إلى أحد هذين الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما ، وإلا فعلي وعثمان رضي الله عنهما ليس لهما مِلَّة تخالف مِلَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
([1])أخرجه: سعيد بن منصور في «السنن» رقم (2383).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد