قال الشيخ:
وكذلك كان كُلٌّ من السَّلَف يقولون: كل هذه الأهواء في النار، ويقول أحدهم: ما
أبالي أيُّ النعمتين أعظم عليَّ: أن هداني الله للإسلام، أو أن جنَّبني هذه
الأهواء، والله تعالى قد سمانا في القرآن: المسلمين، المؤمنين، عباد الله؛ فلا
نَعْدِل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسمَّوْها هم
وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان، بل الأسماء التي يَسُوغ التسمِّي بها - مثل
انتساب الناس إلى إمام كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي أو مثل الانتساب إلى
القبائل كالقيسي واليماني، وإلى الأمصار كالشامي والعراقي والمصري - فلا يجوز لأحد
أن يمتحن الناس بها، ولا يوالي بهذه الأسماء ولا يعادي عليها، بل أكرم الخلق عند
الله أتقاهم من أي طائفة كان.
وأولياء الله
الذين هم أولياؤه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، فقد أخبر سبحانه أن أولياءه هم المؤمنون
المتقون، وقد بين المتقين في قوله: {لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ
وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ
وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ
وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ
فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177] ، والتقوى هي فعل ما أمر الله به
وترك ما نهى الله عنه.
فكل من آمن بالله ورسوله واتقى الله فهو من أولياء الله، والله تعالى قد أوجب موالاة المؤمنين بعضهم لبعض وأوجب عليهم معاداة الكافرين؛ فقال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد