الأوَّلين، والصِّنف الثَّالث هُمْ أهلُ
النجاةِ، وقد ذكرَ اللهُ الأصنافَ الثلاثَةَ في آخِرِ سُورةِ الفاتِحَةِ الَّتِي
نقْرَؤُها في كُلِّ ركْعةٍ من صَلاتنا: {ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ
٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ
٧﴾ [الفاتحة: 6- 7]
، فيا له من دُعاءٍ عظِيمٍ لو تأمَّلناه، نسألُ اللهَ الهدايَةَ والتوفَيقَ.
***
سُؤَالُ
اللهِ بحقِّ المخْلُوقِ
فقد تكَلَّمَ
الشَّيخُ تقيُّ الدينِ بنُ تيمية رحمه الله في مسألةٍ؛ هَل للمَخلوقِ حقٌّ على
الخالقِ؟ وذلك في معرضِ الرَّدِّ عَلَى من يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ
بحَقِّ فُلانٍ، فقَالَ رحمه الله : وأَمَّا السُّؤالُ بحقِّ فلانٍ فهو مبْنِيٌّ
عَلَى أصلينِ:
أحَدُهُما: ما لَهُ مِنَ الحقِّ عِنْدَ اللهِ.
والثَّاني: هل نسأَلُ اللهَ بذلك؟
أما
الأوَّلُ: فمن النَّاسِ من يقولُ: للمخلوقِ
عَلَى الخالقِ حقٌّ يُعْلمُ بالعقلِ، وقاسَ المخلوقَ عَلَى الخالقِ؛ كَمَا يقولُ
ذَلِكَ من يقولُه مِنَ المعتزلةِ وغيرِهِمْ.
ومن النَّاسِ
من يقولُ: لا حقَّ للمخلوقِ على الخالقِ بحالٍ، لكن يُعْلَمُ ما يفْعَلُه بحُكْمِ
وعْدِه وخَبرِه، كَمَا يقولُ ذَلِكَ من يقولُهُ من أتبَاعِ جَهمٍ والأشعريِّ
وغيرهما ممَّنْ ينتَسِبُ إِلَى السُّنَّة.
ومنهم من
يقولُ: بل كتبَ اللهُ عَلَى نفسِهِ الرَّحمَةَ وأوجَبَ عَلَى نفْسِه حقًّا
لعبادِهِ المُؤْمِنينَ، كَمَا حرَّمَ الظُّلمَ على نَفْسِه؛ لَمْ يوجبْ ذَلِكَ
مخلوقٌ عَلَيْهِ، ولا يقاسُ بمخُلُوقَاتِه، بل هُوَ بحُكْمِ رحْمَتِه وحِكْمَتِه
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد