×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

كانت حسناته ماحية لسيئاته، والله تعالى: {يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ [الشورى: 25] وقد قال تعالى: {حمٓ ١تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ٢غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ٣ [غافر: 1- 3] .

انتهى كلام الشيخ رحمه الله ، ومُقتضاه أن الأمور المقطوع بحصولها لا وجه للاستثناء فيها كما يفعله بعض الجهال فيقول: أنا إن شاء الله أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، وإنما يَشْرُع الاستثناء في الأمور غير المقطوع بها من قِبَل العبد؛ كقبول العمل وحصول الثواب عليه فإن هذا من شأن الله، والعبد لا يدري هل تقبل منه وغفر له أو لا؟ وإنما يرجو ذلك من الله ويقول: إن شاء الله، والله تعالى أعلم، وقد يبالغ بعض الناس في استعمال المشيئة فيقول: هذا ابني إن شاء الله، جئت من السفر إن شاء الله، وما أشبه ذلك! وهذا لا وجه له، والله أعلم.

***

بيانُ الرسول صلى الله عليه وسلم للناس كُلَّ

ما يحتاجون إليه في دينهم

بيَّن الشيخ رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما يحتاجونه من أصول الدين وفروعه أحسنَ بيان بأدلة عقلية وشرعية، خلافًا لما يدعيه علماء الكلام من أن هناك أمورًا من أمور العقيدة إنما تُعرف بأدلة العقل، وأنه ليس في القرآن أدلةٌ عقلية وإنما هو أدلة سمعية، قال رحمه الله : فإن المسائل التي هي أصول الدين التي تستحق أن تُسمى أصولَ الدين - أعني: الدين الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه - لا يجوز أن


الشرح