والنَّوْعُ
الرَّابعُ: شِرْكٌ خَفيُّ: وهُوَ
الرِّياءُ والسُّمعَةُ والعمَلُ لغيرِ اللهِ بلْ لأجْلِ طَمعٍ من مطَامِعِ الدُّنْيَا،
واللهُ المُسْتَعَانُ.
***
حُكْمُ
التَّوسُّلِ والاسْتِغَاثةِ
هَذِهِ
المَسألَةُ هي الشُّبهَةُ الَّتِي يُدْلِي بها هُواةُ الشِّركِ قَديمًا وحَدِيثًا
فكَانَ لا بُدَّ من كَشْفِهَا وبيَانِهَا؛ سُئِلَ رحمه الله عمَّنْ قَالَ: تَجوزُ
الاستِغَاثَةِ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي كُلّ ما يُستغَاثُ اللهُ
تَعَالَى فِيهِ، عَلَى مَعنَى أَنَّه وَسِيلَةٌ من وسَائِلِ اللهِ تَعَالَى فِي
طلَبِ الغَوثِ، وكذَلِكَ يُستَغَاثُ بسَائِرِ الأنبِيَاءِ والصَّالحينَ فِي كُلِّ
ما يُستَغَاثُ اللهُ تَعَالَى فِيهِ، وأَنَّه لا فرْقَ بين الاسْتِغَاثَةِ
والتَّوسُّلِ؛ قَالَ: أتوسَّلُ إليكَ يا إِلَهِي برَسُولِكَ ! أو أسْتَغِيثُ
برَسُولِكَ أن تغْفِرَ لِي...، إِلَى آخرِ السُّؤَالِ الَّذِي يدورُ عَلَى هَذَا
المعنى.
فأجابَ رحمه
الله بقولِهِ: الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ، لم يَقُلْ أَحدٌ مِنَ المُسْلِمينَ
إِنَّه يُستغَاثُ بشَيءٍ مِنَ المَخْلُوقاتِ فِي كُلِّ ما يُستَغَاثُ اللهُ فِيهِ!
لا بنَبِيٍّ ولا بمَلَكٍ ولا بصَالِحٍ ولا غَيرِ ذَلِكَ، بَلْ هَذَا ممَّا
يُعْلَمُ بالاضْطِرَارِ من دِينِ الإِسْلاَم أَنَّه لا يَجُوزُ إطْلاقُهُ، ولم
يَقُلْ أحَدٌ أَنَّ التَّوسُّلَ بنَبِيٍّ هو اسْتَغاثَةٌ به، فإِنَّ المُستَغِيثَ
بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم طالبٌ منه وَسَائِلَ له والمُتوسَّلُ به لا يُدعَى
ولا يُطْلَبُ منه ولا يُسْأَلُ وإِنَّمَا يُطْلَبُ بِه، وكُلُّ أحَدٍ يفرِّقُ بين
المَدْعُو والمَدْعُو بِه، والاسْتَغَاثَةُ: طَلَبُ الغَوثِ، وهُوَ: إزَالَةُ
الشِّدَّةِ، كالاستِنْصَارِ طَلَبَ النَّصرِ، والمخْلُوقُ يُطْلَبُ منه مِن هَذِهِ
الأمورِ ما يَقْدِرُ عَلَيْه منهَا كقَولِهِ تَعَالَى: {فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن
شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ﴾ [القصص: 15] ، وأَمَّا ما لا يَقدِرُ عَلَيْه
إلاَّ الله فَلاَ يُطْلَبُ
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد