إلاَّ مِنَ اللهِ، ولهَذَا كَانَ المُسلِمُونَ
لا يَسْتَغِيثُونَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، ويسْتَسْقُونَ به
ويتَوسَّلُونَ به كَمَا فِي «صحيح البُخَارِيّ» ([1]) أنَّ عُمرَ رضي الله عنه اسْتَسْقَى بالعَبَّاسِ وقالَ:
اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا إِذَا أجدَبْنَا نتوسَّلُ إليك بنَبِيِّنَا فتَسْقِينَا
وإِنَّا نتَوَسَّلُ إليكَ بعَمِّ نَبِيِّنَا فاسْقِنَا فيُسْقَونَ.
ومُرادُ
الشَّيْخِ: التَّوسُّلُ بدُعَائِه بأنْ يَدْعُو اللهَ لَهُم بالغَيْثِ، وهَذَا
جَاءَ فِي حالِ كَونِ الشَّخْصِ حيًّا قَادِرًا عَلَى الدُّعاءِ، وأَمَّا الميِّتُ
فلا يتَوسَّلُ به ولا يُطلَبُ منه دُعَاءٌ ولا غَيرُه؛ ؟ لأَنَّه لا يَقْدِرُ
عَلَى شَيْءٍ، ولهَذَا قَالَ الشَّيْخُ رحمه الله بعد ذَلِكَ: فقَدْ ذَكَرَ عُمَرُ
رضي الله عنه أَنَّهم كَانُوا يتوسَّلُونَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي
حياتِهِ فِي الاستِسْقَاءِ ثُمَّ توسَّلُوا بعمِّهِ العبَّاسِ بعْدَ مَوْتِهِ،
وتوسُّلُهُم به هو اسْتِسْقَاؤُهم به بحَيْثُ يَدْعُو ويَدْعُونَ مَعَه، وهَذَا لم
يفْعَلْهُ الصَّحَابَةُ بعدَ مَوتِهِ ولا فِي مَغِيبِهِ.
ثُمَّ قَالَ رحمه الله : من قَالَ: ما لا يقْدِرُ عَلَيْه إلاَّ الله لا يُستَغَاثُ فِيهِ إلاَّ باللهِ؛ فقَدْ قَالَ الحَقَّ، يعني: ولا يُستغَاثُ بالمخْلُوقِ فِي ذَلِكَ؛ لأَنَّه شِرْكٌ، وهَذِهِ هي الَّتِي قَالَ بعضُهُم فِيهَا: استغَاثَةُ المَخْلُوقِ بالمَخْلُوقِ كاستِغَاثَةِ الغَرِيقِ بالغَرِيقِ، وقَالَ الآخَرُ: استغَاثَةُ المَخْلُوقِ بالمخلُوقِ كاسْتِغَاثَةِ المَسْجُونِ بالمَسجُونِ، وقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّهُ لاَ يُسْتَغَاثُ بِي، إِنَّمَا يُسْتَغَاثُ بِاللَّهِ» ([2])، وقَالَ لابنِ عبَّاسٍ: «إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ» ([3])، وإِذَا نفَى الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عن نَفْسِه أمرًا كَانَ هو الصَّادِقُ المُصَدَّقُ فِي ذَلِكَ، كَمَا هو الصَّادِقُ المصْدُوقُ فِي كُلّ ما يُخْبِرُ به من
([1])أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد