يَقولُ هؤلاء:
إنه أفلاطُونُ أستاذُ أرِسطو، ويَقُولُونَ: إنَّ أرِسطُو هُو الخَضِرُ، إلى أمثالِ
هَذَا الكَلامِ الذي مِنَ الجَهْلِ والضَّلالِ ما لا يَعْلَمُه إلاَّ ذُو
الجَلالِ، أقلُّ مَا فيه جَهْلُهُم بِتَوَارِيخِ الأنْبِيَاءِ؛ فإنَّ أرِسطو
باتِّفَاقِهم كَانَ وزَيرًا للإسكَنْدرِ فيلبس المَقْدُونِيِّ الذي تُؤَرِّخُ به
اليَهودُ والنَّصَارى التاريخَ الرُّومِيَّ، وكان قبلَ المَسيحِ بثلثِمِائَةِ
سَنةٍ، وقد يَظُنُّونَ أن هذا هو ذُو القَرنَينِ المَذكُورُ فِي القُرآنِ، وهذا
جَهلٌ فإنَّ ذا القَرنَينِ المَذكُورَ فِي القُرآنِ كانَ مُتَقَدِّمًا على هذا
وكانَ مُوَحِّدًا مُؤمِنًا، وذاكَ كانَ مُشْرِكًا كانَ يَعْبُدُ هو وقومُه
الكَواكِبَ والأَصْنَامَ ويُعَانُونَ السِّحْرَ.
قالَ الشيخُ:
والفريقُ الثانِي - يَعني مِن الفَلاسِفَةِ - يَقُولونَ: إنَّ الرسُولَ يَعْلَمُ
الحَقَّ الثابِتَ فِي نَفْسِ الأَْمْرِ فِي التَّوحِيدِ والمَعَادِ، ويَعْرِفُ
أنَّ الربَّ ليسَ له صِفَةٌ ثُبُوتِيَّةٌ وأنه لا يَرَى ولا يَتَكَلَّم، وأن
الأفْلاَكَ قديمةٌ أزلِيَّةٌ لم تَزَلْ ولا تَزَال، وأنه يَقُولُ بِمَا عَليهِ
هَؤلاءِ البَاطِنيةُ في الباطنِ لكنه لا يُمكِنُهُ إظْهَارُ ذَلكَ للعَامَّةِ؛
لأنَّ هذا إذا ظَهَر لم تَقبلْ عُقُولُهم وقُلُوبُهم بل يُنكِرُونَه ويَنْفِرُون
منه فأظْهَرَ لهم مِن التَّخييلِ والتمثيلِ ما يَنْتَفِعونَ به في دِينهِم، وإن
كانَ فِي ذَلك تلبيسٌ عليهم وتَجْهيلٌ لهم واعتقادُهم الأمرَ على خِلافِ ما هو
عَليهِ، لِمَا في ذَلك مِنَ المَصْلحَةِ لهم! انتهى المقصودُ مِن كلامِه.
***
الردُّ
على ابنِ الجَوزِيِّ
قال الشيخُ رحمه الله في الجَوَابِ عمَّا قالَه أبُو الفَرَجِ ابنُ الجَوزيِّ فِي مُصَنَّفٍ لَه مُنْكِرًا عَلَى مَنْ أَثْبَتَ للهِ مِنَ الحَنَابِلةِ الصفاتِ الذاتِيَةِ كالعَينِ والصُّورةِ واليَدَينِ والوَجْهِ، والصِّفاتِ الفِعلِيَّةِ كالنزولِ والاسْتِوَاءِ
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد