لا يوجدُ في الخارجِ إلاَّ معيَّنًا مقيَّدًا،
وأنَّ معنى اشتراكِ الموجودات في أمرٍ مِنَ الأمورِ هُوَ تشَابُهها من ذَلِكَ
الوجْهِ، وأنَّ ذَلِكَ المَعنى العامِّ يُطلَقُ عَلَى هَذَا وَهَذَا؛ لأنَّ
الموجوداتِ في الخارجِ لا يُشارِكُ أحَدُهُما الآخَرَ في شيءٍ موجودٍ فيهم، بل
كُلُّ موجُودٍ متميِّزٌ عَنْ غيرِهِ بذاتِهِ وصِفَاتِه وأفْعَالِه.
***
وجوبُ
الإيمانِ بالشَّرعِ والقَدَرِ
عقَدَ شيخُ
الإسلامِ ابنُ تيمية رحمه الله فصلاً في رسالَتِه المُسمَّاةِ «بالتَّدمريَّةِ» في
بيانِ وجوبِ الإيمانِ بالشَّرعِ والقدَرِ، وأنَّهُ لا تعارُضَ بينهما ردًّا عَلَى
الَّذِينَ زعَمُوا التَّعارُضَ بينهما مِنَ الجبْرِيَّةِ والقدرِيَّةِ.
فقَالَ رحمه الله : لا بُدَّ مِنَ الإيمانِ بخلقِ اللهِ وأمْرِه، فيجِبُ الإيمانُ بأنَّ اللهَ خالقُ كُلِّ شيءٍ ورَبُّه ومَلِيكُه، وأنَّهُ عَلَى كُلّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّهُ ما شاءَ كَانَ، وما لَمْ يَشأْ لَمْ يَكُنْ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ، وقَدْ علم ما سَيكُونُ قبل أَنْ يَكُونَ، وقدَّرَ المقادِيرَ وكتَبَهَا حَيْثُ شاءَ؛ كَمَا قالَ تَعَالَى: {أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾ [الحج: 70] ، وفي «الصحيح» عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «إِنَّ اللهَ قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» ([1])، ويجبُ الإيمانُ بأنَّ اللهَ أمرَ بعبادَتِه وحْدَه لا شَرِيكَ لَهُ كَمَا خلَق الجِنَّ والإنسَ لعبادَتِه، وبذلك أرسَلَ رُسُلَه وأنزلَ كُتُبَه، وعبَادَتِه تتضمَّن كَمال الذُّلِّ والحبِّ لَهُ،
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد