×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

وذَلِكَ يتضمُّن كمالَ طاعتِه {مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ [النساء: 80] ، وقَدْ قالَ تَعَالَى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهَِۚ [النساء: 64] ، وقَالَ تَعَالَى: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ [آل عمران: 31] ، وقَالَ تَعَالَى: {وَسۡ‍َٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ [الزخرف: 45] .

ثُمَّ بَيَّنَ الشَّيخُ رحمه الله أنَّ دِينَ الرُّسُلِ واحدٌ هُوَ دينُ الإسلامِ، وإن تعدَّدتْ شَرَائِعُهم، وذكرَ قولَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : «إنَّا مَعْشَرَ الأَْنْبِيَاءِ دِينُنَا وَاحِدٌ، وَالأَْنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ وَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ لَأَنَا، إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» ([1])، قالَ: وَهَذَا الدِّينُ هُوَ الإسلامُ الَّذِي لا يَقبَلُ اللهُ دِينًا غيرَهُ لا مِنَ الأوَّلِينَ ولا مِنَ الآخِرِينَ، فإنَّ جميعَ الأنبياءِ عَلَى دِينِ الإسْلامِ، قالَ تَعَالَى عَنْ نوحٍ: {وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكُم مَّقَامِي وَتَذۡكِيرِي بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوٓاْ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَآءَكُمۡ [يونس: 71] ، إِلَى قولِهِ: {وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ [يونس: 72] ، وقَالَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: {وَمَن يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ [البقرة: 130] ، إِلَى قولِهِ: {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ [البقرة: 132] ، وقَالَ عَنْ مُوسَى: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ [يونس: 84] ، وقَالَ في خَبَرِ المَسيحِ: {وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّ‍ۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ [المائدة: 111] ، وقَالَ فيمَنْ تقدَّمَ مِنَ الأنبياءِ: {يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ [المائدة: 44] ، وقَالَ عَنْ بلقيس أنَّها قالَتْ: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [النمل: 44] ،


الشرح

([1])أخرجه: البُخْارِيّ رقم (3442)، ومسلم رقم (2365).