×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

هل في القُرْآنِ شيءٌ لا يعرفُ معناه

ذَكَرَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّين في القاعدَةِ الخامسَةِ مِنَ القواعدِ الَّتِي ذكَرَها في رسالةِ «التَّدمرية» في موضوعِ الأسماءِ والصِّفاتِ مبحثٌ: هل في القُرْآن شيءٌ لا يُعرفُ معناه؟ وردَّ عَلَى الَّذِينَ يظنُّون أنَّ فِيهِ شيئًا من ذَلِكَ فقَالَ رحمه الله :

القاعدَةُ الخامسةُ: أنَّا نعلمُ لما أخبرنا به من وَجْهٍ دُونَ وَجهٍ، فإِنَّ اللهَ قالَ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا [النساء: 82] ، وقَالَ: {أَفَلَمۡ يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ [المؤمنون: 68] ، وقَالَ: {كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [ص: 29] ، وقَالَ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ [محمد: 24] ، فأمَرَ بتدَبُّرِ الكتابِ كُلِّه، وقَدْ قالَ تَعَالَى: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [آل عمران: 7] ، وجمهورُ سلفِ الأُمَّةِ وخلَفِها عَلَى أنَّ الوقفَ عَلَى قولِه: {وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ [آل عمران: 7] ، وَهَذَا هُوَ المأثورُ عَنْ أُبيِّ بنِ كعبٍ، وابنِ مسعودٍ، وابنِ عبَّاسٍ وغيرهم.

ورُوِيَ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ قالَ: التَّفسيرُ عَلَى أربعةِ أوجهٍ: تفسيرٌ تعرِفُهُ العَربُ من كلامِهَا، وتفسيرٌ لا يعْذَرُ أحَدٌ بجهَالته، وتفسيرٌ لا يعْلَمُه إلاَّ اللهُ من ادَّعى علْمُه فهو كاذبٌ، ثُمَّ قالَ الشَّيخُ رحمه الله : وقَدْ رُوِيَ عَنْ مجاهدٍ وطائفة أنَّ الرَّاسخِينَ في العلمِ يعلمون تأوِيلَهُ -أي: المُتشَابه- ، 


الشرح