×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

 [الإسراء: 56- 57] ، قال طائفة من السَّلَف: كان أقوام يَدْعون المسيح وعُزَيْرًا والملائكة، فقال الله لهم: هَؤُلاء الذين تَدْعونهم يتقرَّبون إليَّ كما تتقربون، ويرجون رحمتي كما ترجون، ويخافون عذابي كما تخافون عذابي.

***

ضوابط العبادة الصحيحة

تكلم الشيخ رحمه الله عن ضوابط العبادة الصحيحة وبيَّن كيف حذَّر النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أُمَّته عن الشِّرك، وسدَّ الطرق الموصِّلة إليه؛ فقال رحمه الله : وعبادة الله وحده هي أصل الدين، وهي التوحيد الذى بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب، فقال تعالى: {وَسۡ‍َٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ [الزخرف: 45] وقال تعالى: {وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36] ، وقال تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 25] .

وكان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلّمه أُمته حتَّى قال له رجل: ما شاء اللهُ وشئتَ؛ فقال: «أَجَعَلْتَنِي لِلهِ نِدًّا، بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ» ([1])، وقال: «لاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ» ([2])، ونهى عن الحَلِف بغير الله فقال: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» ([3])، وقال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى


الشرح

([1])أخرجه النسائي رقم (10825)، وابن ماجه رقم (2117) وأحمد رقم (1839).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (2118)، والدارمي رقم (2741)، وأحمد رقم (23339).

([3])أخرجه: البخاري رقم (2979)، ومسلم رقم (1646).