×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

 عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ [ عليه السلام ]، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1])، ولهذا اتفق العلماء على أنه ليس لأحد أن يحلف بمخلوق كالكعبة ونحوها.

ونهى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عن السجود له، ولما سجد بعض أصحابه نهاه عن ذلك، وقال: «لاَ يَصْلُحُ السُّجُودُ إلاَّ لِلَّهِ»، وقال: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا يَسْجُدُ لأَِحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» ([2])، وقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : «أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِقَبْرِي، أَكُنْتَ سَاجِدًا لَهُ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: فَلاَ تَسْجُدُ لِي» ([3]).

ونهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجدَ؛ فقال في مرض موته: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى !! اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([4]) يُحذِّر ما فعلوا، قالت عائشة رضي الله عنها : ولولا ذلك لبرزَ قَبْرُه ([5])، ولكن كره أن يُتخذ مسجدًا، وفى الصحيح ([6]) عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس: «وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، ألاَّ فَلاَ تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا» ([7])، «وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([8]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3445).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2140)، وابن ماجه رقم (1852)، والدارمي رقم (1463).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (2140)، والدارمي رقم (1463)، والحاكم رقم (2763).

([4])أخرجه: البخاري رقم (1324)، ومسلم رقم (531).

([5])أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).

([6])أخرجه: مسلم رقم (532).

([7])أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وابن ماجه رقم (1377)، وأحمد رقم (8804).

([8])أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804)، والبيهقي في «الشعب» رقم (3865).