وصحيفَتُه مُعَلَّقَةٌ فِي
قِرَابِ سَيفِهِ - فَقَد كَذَبَ، فيها أَسْنَانُ الإِْبِلِ وأشياءُ مِنَ
الجِرَاحَاتِ، وفِيها قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِينةٌ الحَرَامُ» ([1])، الحديثَ.
ومِن ذَلِكَ
كِتَابُ «الجفر» الذينَ يدَّعُونَ أنه كتابُ الحَوَادِثِ، ومثلُ كِتَابِ «رَسَائِلِ
إِخْوَانِ الصَّفَا» الَّذِي صنَّفَهُ جَمَاعَةٌ فِي دَوْلَةِ بَنِي بُويه
بِبَغْدَادَ، وكانوا مَن الصَّابِئَةِ المُتَفَلسِفَةِ المُتَحَنِّفَةِ؛ جَمَعُوا
بِزَعْمِهِم بَينَ دِينِ الصَّابَئِةِ المُبدلِّينَ وبَينَ الحَنِيفِيَّةِ، وأتُوا
بِكَلامِ المُتفلسِفَةِ وبأشياءَ مِن الشريعةِ، وفيهِ مِنَ الكُفْرِ والجَهْلِ
شَيءٌ كثيرٌ.
***
الردُّ
على المُشعوِذينَ
بيَّنَ الشيخُ رحمه الله احتيالاتِ المُحتَالِينَ والكذَّابينَ والدَّجَّالِينَ؛ فَيقُولُ عنِ الضَّربِ بالرَّملِ والحَصَا ونَحوِ ذلك: إنَّهم يَطْلُبونَ عِلمَ الْحَوَادِثِ بِما يَفْعَلُونَهُ مِنَ الاستِقْسَامِ بِهَا سواءٌ كانت قَدْحًا أَوْ حَصًا، فَكُلُّ مَا يُحْدِثُهُ الإنْسَانُ بِحَرَكةٍ مِن تَغْييرِ شَيءٍ مِنَ الأجْسَامِ لِيَسْتَخْرِجَ بِه عِلْمَ ما يَسْتَقْبِلُهُ، فَهُو مِنَ هذا الجِنسِ - أي: مِن جِنْسِ الاسْتِقْسَامِ بِالأَْزْلاَمِ - بِخَلافِ الفَأْلِ الشَّرعِيِّ، وهُو الَّذِي كَانَ يُعجِبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهُو أَنْ يَخْرُجَ مُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ فيسمَعُ الكَلِمَةَ الطيبةَ، «وكانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ» ([2])؛ لأنَّ الفألَ تقويةٌ لِمَا فَعَلَهُ بإذنِ اللهِ والتوكُّلُ عليهِ، والطِّيرةُ معارضةٌ لِذلكَ، فيُكْرَهُ للإنْسَانِ أَنْ يَتَطيَّرَ وإنَّما تَضُرُّ الطِيَرةُ مِن تَطَيَّرَ لأنهُ أضرَّ بنفسِه، فأمَّا المُتَوَكِّلُ عَلَى اللهِ فَلا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (7300)، ومسلم رقم (1370).
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد