التوحيد
والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واكتَفَوْا بنفي النقائص بقوله عَزَّ
مِنْ قائل: {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] وبقوله تعالى: {وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص: 4] ، وقال سعيد بن جبير: ما لم يعرفه
البَدْرِيُّون فليس من الدِّين.
وثبت عن
الرَّبيع بن سليمانَ أنه قال: سألت الشافعي رحمه الله عن صفات الله تعالى؛ فقال:
حرام على العقول أن تُمثِّل الله تعالى، وعلى الأوهام أن تَحُدَّه، وعلى الظنون أن
تَقْطَع، وعلى النفوس أن تُفكِّر، وعلى الضمائر أن تُعَمِّق، وعلى الخواطر أن
تُحيط، وعلى العقول أن تعقل إلاَّ ما وصف به نفسه أو على لسان نبيه - عليه الصلاة
والسلام.
****
بيان
الفَرْق بين مذهب السَّلَف وغيرهم
قال شيخ
الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ رحمه الله في مَعْرِض جوابه عن سؤال هذا نَصُّه: ما
قولُكم في مذهب السَّلَف في الاعتقاد ومذهب غيرهم من المتأخرين؛ ما الصواب منهما؟
وما تنتحلونه أنتم من المذهَبَيْن؟ وفي أهل الحديث؛ هل هم أولى بالصواب من غيرهم؟
وهل هم المرادون بالفرقة الناجية؟ وهل حدث بعدَهم علومٌ جَهِلُوها وعلمها غيرُهم؟
هذا نَصُّ السؤال.
قال رحمه الله في الإجابة عنه: فمذهب السَّلَف - رِضوان الله عليهم - إثبات الصفات وإجراؤها على ظاهرها، ونَفْي الكيفية عنها؛ لأن الكلام في الصفات فَرْع عن الكلام في الذات، وإثبات الذات إثباتُ وجودٍ لا إثباتَ كيفية؛ فكذلك إثبات الصفات، وعلى هذا مضى السَّلَف كلهم، فمن كان قَصْدُه الحقَّ وإظهارَ الصواب اكتفى بما قدمناه، ومن
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد