[المائدة:
38] ، أي: يَدَيْهما، وقولِه: {فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ﴾ [التحريم: 4] أي
قَلبَاكُمَا، فكذَلِكَ قوله: {مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ﴾ [يس: 71] .
قلت: فقَدْ
أفحَمَ الشَّيخُ رحمه الله بهَذِهِ الأدِلَّةِ وهَذِهِ المُناقَشةِ خُصُومَهُ من نُفَاةِ
الصِّفَاتِ وردَّهُم عَلَى أعقَابِهِم، فللَّهِ دَرُّهُ من إِمَامٍ جَلِيلٍ
وعَالِمٍ نِحْرِيرٍ، وَذَلِكَ فضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ من يَشَاءُ واللهُ نَاصِرٌ
دِينَهُ، ومُقيِّضٌ أمثَالَ هَذَا الإمامِ.
***
الفَرقُ
بينَ الإِسْلاَمِ والإيمَانِ
تكلَّمَ
الشَّيخُ رحمه الله عن حَقِيقَةِ الإِسْلاَم والإيمانِ والفَرقِ بينَهُمَا بكَلامٍ
طَويلٍ مفصَّلٍ نقْتَطِفُ مِنْهُ ما تيسَّرَ.
قَالَ رحمه
الله : اعْلمْ أَنَّ الإيمَانَ والإِسْلاَمَ يجْتَمِعُ فيهِمَا الدِّينُ كُلُّهُ،
وقَدْ كَثُرَ كَلامُ النَّاسِ فِي حَقِيقةِ الإيمَانِ والإِسْلاَمِ ونِزَاعُهُم
واضْطِرَابُهُم، والنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ من حِين خَرجَتِ الخَوارِجُ بينَ عامَّةِ
الطَّوائِفِ، ونحْنُ نذْكُرُ ما يُستَفَادُ من كَلامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم مع ما يُستَفَادُ من كلاَمِ اللهِ تَعَالَى، فيصِلُ المُؤْمِنُ إِلَى ذَلِكَ
من نَفْسِ كلاَمِ اللهِ ورَسُولِه؛ فإنَّ هَذَا هُو المَقْصُودُ.
فنقولُ: قد فرَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حدِيثِ جبْرِيلَ عليه السلام بينَ مُسمَّى الإيمانِ ومسمَّى الإِسْلاَمِ ومسمَّى الإحْسَانِ فقالَ: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]).
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد