المَنْطِق، وأن
كل مسلم يجب عليه أن يعمل بما دَلَّتْه عليه أدلة الكتاب والسُّنة حسب استطاعته
ومقدرته، ولا يكلف الله نفسًا إلاَّ وُسْعَها.
***
الخطأ
الذي يُغفر والخطأ الذي لا يُغفر
بيَّن الشيخ
الخطأ الذي يُغفر والذي لا يُغفر بعد ذكر الآيات الكريمة، وهي قوله تعالى: {أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ
أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ
إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا ٦٠ وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ
رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا ٦١ فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم
مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ
إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا ٦٢ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ
مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ
أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا ٦٣﴾ [النساء: 60- 63]
.
قال: وفي هذه
الآيات أنواعٌ من العِبَر من الدلالة على ضلال من يتحاكم إلى غير الكتاب والسنة
وعلى نفاقه، وإن زعم أنه يريد التوفيق بين الأدلة الشرعية، وبين ما يسميه هو
عقليات من الأمور المأخوذة عن بعض الطواغيت من المشركين وأهل الكتاب، وغير ذلك من
أنواع الاعتبار، فمن كان خطؤه لتفريطه فيما يجب عليه من اتباع القرآن والإِيمَان -
مثلاً - أو لتعدِّيه حدودَ الله بسلوك السُّبُل التي نُهي عنها، أو لاتباع هواه
بغير هدى من الله؛ فهو الظالم لنفسه - وهو من أهل الوعيد - بخلاف المجتهد في طاعة
الله ورسوله باطنًا وظاهرًا الذي يطلب الحق باجتهاده كما أمره الله ورسوله؛ فهذا
مغفور له خطؤه.
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد