عادةٍ، بسببِ
هَذَا العملِ، ومن هَؤُلاَءِ مَنْ يَأْتِي إِلَى قَبْرِ الشَّيخِ الَّذِي يُشْرِكُ
به ويستغيثُ به، فينزل عَلَيْهِ مِنَ الهواءِ طعامٌ أو نفقةٌ، أو سلاحٌ، أو غيرُ
ذَلِكَ مِمَّا يطْلُبُه، فيظنُّ ذَلِكَ كرامةً لشيخِهِ، وإِنَّمَا ذَلِكَ كلُّهُ
مِنَ الشيطانِ، وَهَذَا من أعظمِ الأسبابِ الَّتِي عُبِدَتْ بها الأوثانُ.
أقولُ: وَهَذَا
هُوَ الَّذِي أوقعَ عُبَّادَ القُبورِ اليومَ في الشِّرْكِ الأكبرِ بسببِ إغْوَاءِ
شياطِين الإِنسِ والجِنِّ لهم بمثلِ هَذِهِ الدِّعاياتِ الشَّيْطَانِيَّة، ولاَ
حولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ العليِّ العظيمِ، و صلى الله عليه وسلم عَلَى
نبيِّنا مُحَمَّدٍ وآلهِ وصحبِهِ.
***
حُكْمُ
سُؤَالِ النَّاسِ
قالَ رحمه الله
: وأصْلُ سُؤَالِ الخلقِ الحَاجَاتُ الدُّنيوِيَّةُ الَّتِي لا يَجِبُ عَلَيْهِم
فِعْلُها لَيْسَ واجبًا عَلَى السَّائلِ، بل المَأْمُورُ به سُؤَالُ اللهِ
تَعَالَى، والرَّغبةُ إِلَيْهِ، والتَّوكُّل عَلَيْهِ، وسؤالُ الخلقِ في الأصلِ
مُحَرَّمٌ، لكِنَّهُ أُبِيحَ للضَّرُورَةِ، وتَرْكُه توكُّلاً عَلَى اللهِ أفضَلُ،
قالَ تَعَالَى: {فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ٧ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب ٨﴾ [الشرح: 7- 8] ، أي: ارغَبْ إِلَى اللهِ لا إِلَى
غيرِه، وقَالَ تَعَالَى: {وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ
ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن
فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ﴾ [التوبة: 59] ، فجعلَ الإيتاءَ لله والرَّسولِ؛
لقَوْلِهِ تَعَالى: {وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7] ، ولا يقُولُوا: حُسْبُنا اللهُ
ورسولُه، ويقولوا: {إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ﴾ [التوبة: 59] ، لَمْ يأْمُرْهُم أن يَقُولُوا:
إِنَّا إِلَى اللهِ ورَسُولِه راغِبُون، فالرَّغْبَةُ إِلَى اللهِ وحْدَهُ، كَمَا قالَ
تَعَالَى في الآيَةِ الأُخْرى: {وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد