×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

[النور: 52] ؛ فجعلَ الطَّاعةَ للهِ والرَّسُول، وجعل الخشْيَةَ والتَّقْوَى للهِ وَحْدَه.

وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لابنِ عبَّاسٍ: «يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؛ احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْ اللهَ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاَقٍ، فلو جَهَدْتُ الْخَلِيقَةَ عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ للهِ بالرِّضَا مَعَ الْيَقِينِ فَافْعَلْ، فإن لَمْ تستطِعْ فإِنَّ الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا» ([1])، وَهَذَا الحديثُ معرُوفٌ مشهورٌ، ولكن قد يُرْوَى مُخْتَصِرًا.

وقولُهُ: «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ»، وَهُوَ من أصحَّ ما رُوِي عَنه.

وفى «المُسند» لأحْمَدَ «أنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيق كَانَ يَسقطُ السوط من يدِهِ فلا يقُولُ لأحدٍ نَاولني إيَّاهُ، ويقولُ: إنَّ خَلِيلي أَمرني أن لا أسألَ النَّاسَ شيئًا ([2])، وفي «صحيح مسلم» ([3]) عن عوفِ بنِ مالكٍ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بايعَ طائِفَةً من أصحابِهِ وأسَرَّ إليهم كلِمَةً خفِيَّة: «أَنْ لاَ تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا»، قالَ عوفٌ: فقَدْ رَأَيْتُ بعْضَ أُولَئِكَ النَّفرِ يَسْقُطُ السَّوطُ من يدِهِ فَلاَ يَقُولُ لأَحَدٍ نَاوِلْنِي إِيَّاهُ، وفي «الصحيحين» ([4]) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ»،


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2669)، وأبو يعلى رقم (2556).

([2])أخرجه: أحمد رقم (65)، والطبراني في «الصغير» رقم (758)، والبيهقي في ««الشعب» رقم (7583).

([3])أخرجه: مسلم رقم (1043).

([4])أخرجه: البخاري رقم (5705)، ومسلم رقم (220).