×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

واجِبٌ، وَحُبُّ اللهِ ورَسُولِه وَاجِبٌ، وقَدْ أمرَ اللهُ بالتَّوكُّلِ فِي غَيرِ آيةٍ أعظَم ممَّا أمَرَ بالوضُوءِ والغُسْلِ من الجنَابَةِ، ونَهَى عَنِ التَّوكُّلِ عَلَى غيرِ اللهِ قَالَ تَعَالَى: {فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ [هود: 123] ، وقَالَ تَعَالَى: {ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [التغابن: 13] ، وقَالَ تَعَالَى: {إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [آل عمران: 160] ، وقَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ [يونس: 84] .

وأَمَّا قولُه: {ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا [الأنفال: 2] فيقالُ: من أحْوَالِ القَلبِ وأعْمَالِه ما يَكُون من لوَازِمِ الإيمَانِ الثَّابتةِ فِيهِ بحَيثُ إِذَا كَانَ الإنسانُ مُؤمنًا لَزِمَ ذَلِكَ بغيرِ قصْدٍ مِنْهُ ولا تعمّد له، وإِذَا لم يُوجَدْ دلَّ عَلَى أَنَّ الإيمانَ الوَاجِبَ لم يَحْصُلْ فِي القَلبِ وهَذَا كقَوْلِهِ: {لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ [المجادلة: 22] ؛ فأخبَرَ أنَّكَ لا تجِدُ مُؤْمنًا يوادّ المُحادِّين للهِ ورسُولِه؛ فإنَّ نفسَ الإيمَانِ يُنَافِي مَوادَّتهم كَمَا يَنفِي أحدُ الضِّدَّينِ الآخَرَ.

***

شِرْكُ المُشرِكِين الأوَّلِين

قَالَ رحمه الله فِي بيانِ نَوعِ شِركِ المُشْرِكِينَ الأوَّلِينَ الَّذِينَ قاتَلَهُم رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم واستحَلَّ دمَاءَهُم وأمْوَالَهُم؛ ليتَّضِحَ من هَذَا البيانِ أنَّ مَن فعلَ مثلَ فعْلِهِم فحُكْمُه حُكْمُهُم، وإن كَانَ ينتَسِبُ إِلَى الإِسْلاَمِ.

قَالَ رحمه الله : والمُشرِكُونَ من قُريشٍ وغيرِهم الَّذِينَ أخبَرَ القُرآنُ 


الشرح