×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

أسماءُ المواليدِ ما يُباحُ وما يَحْرُمُ منها

هَذِهِ فتَوى لَهُ في موضُوعِ أسماءِ المواليدِ وما يحرُمُ منها، وما ينبغي أنْ يُسمَّى به المولودُ؛ لأنَّ هَذَا موضوعٌ مُهِمٌّ جِدًّا في هَذَا العصرِ، فإنَّ كثيرًا مِنَ النَّاس تركوا الأسْمَاءَ المألوفَةَ والمعروفَةَ بينهم وصاروا يستَوْرِدُونَ أسمَاءً من مجتمَعَاتٍ وبيئَاتٍ بعِيدَةٍ عَنْ مُحيطِهم، أو يجترُّون أسْمَاء قَدِيمَة قد نُسِيَتْ وطَالَ عَلَيْهَا الزَّمنُ؛ فصارَ كثيرًا مِنَ الأولادِ يحملون أسماءً غريبةً عَنْ أُسَرِهِم ومُجْتَمَعِهم، وقَدْ تَكُونُ أسماءً محرَّمةً، أو أسماءً أجنبيةً تَحمِلُ معها التَّشَبُهَ بأعدَاءِ اللهِ، والتقرُّبَ مِنْهُمْ، وهذه قضِيَّة يجِبُ التَّنبُّه لها، والتَّنبُّه عَلَيْهَا، قالَ شَيخُ الإسْلاَمِ ابن تيمية رحمه الله : كَانَ المشركونَ يُعَبِّدُون أنفُسَهم وأولاَدَهُم لغيرِ اللهِ فيسَمُّون بعْضَهُم عَبدَ الكَعبةِ؛ كَمَا كَانَ اسْمُ عبدِ الرَّحْمَن بن عَوفٍ، وبَعْضُهم عبد الشَّمسِ؛ كَمَا كَانَ اسم أبي هُرَيْرَةَ، واسمُ عَبْدِ شَمسِ بنِ عبدِ منَافٍ، وبَعْضُهم عبد اللاَّت، وبَعْضُهم عَبد العُزَّى، وبَعْضُهم عبد مَنَاة، أو غير ذَلِكَ مِمَّا يُضِيفون فِيهِ التَّعبيد إِلَى غيرِ اللهِ من شمسٍ، أو وثَنٍ، أو بشَرٍ، أو غيرِ ذَلِكَ مِمَّا قد يُشرَكُ باللهِ، ونظيرُ تسميةِ النَّصَارَى عبد المَسِيحِ؛ فغَيَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ وعبَّدَهُم للهِ وحْدَه، فسمَّى جماعاتٍ من أصْحَابِه عبدَ اللهِ، وعبدَ الرَّحْمَنِ، كَمَا سمَّى عبدَ الرَّحْمَن بنَ عوفٍ ونحوها، وكما سمَّى أبا مغوية، وكَانَ اسمه: عبدَ العُزَّى فسمَّاه: عبدَ الرَّحْمَنِ، وكَانَ اسمُ مولاه: قَيُّوم فسمَّاه: عبدَ القيُّومِ، ونحو هَذَا من بَعْضِ الوجوهِ ما يقعُ في الغالبية مِنَ الرافِضَةِ ومشابهيهم الغالين في المشَائخِ، فيقال هَذَا: غُلامُ الشَّيخِ يونس، أو غلامُ ابنِ الرّفاعيّ، أو الحريريّ أو نحو


الشرح