ذَلِكَ مِمَّا
يقومُ فِيهِ للبشرِ نوعُ تألُّه، كَمَا قد يقومُ في نفوسِ النَّصَارَى مِنَ
المسيحِ وفي نفوسِ المشركين من آلهتهم رجاءً وخشْيَةً، وقَدْ يتوبون لَهُ كَمَا
كَانَ المشركون يتُوبُون للآلِهَةِ، والنَّصارى للمسيحِ أو لِبَعْضِ
القِدِّيسِينَ، وشريعة الإسلام الَّذِي هُوَ الدِّينُ الخالِصُ للهِ وحْدَه تَعبيد
الخلقِ لرَبِّهم كَمَا سُنَّةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ، وتغيير الأسماء
الشِّركية إِلَى الأسماءِ الإسلامية والأسماء الكُفرِيَّة إِلَى الأسماءِ
الإسلامية، وعَامَّة ما سمَّى به النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : عبدُ اللهِ،
وعبدُ الرَّحْمَنِ، كَمَا قالَ تَعَالَى: {قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ
ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾ [الإسراء: 110] ، فإن هذين الاسمين هما أصلُ
بقِيَّةِ أسماءِ الله تَعَالَى، وكَانَ شيخُ الإسلامِ الهرويُّ قد سمَّى أهلَ
بلدِه بعامَّةِ أسماء اللهِ الحُسْنى، وكَذَلِكَ أهلُ بيتِنَا غَلَبَ عَلَى
أسمَائِهم التَّعبيد للهِ كعبدِ اللهِ، وعبدِ الرَّحْمَنِ، وعبدِ الغنيِّ،
والسَّلامِ، والقاهرِ، واللَّطيفِ، والحكيمِ، والعزيزِ، والرَّحيمِ، والمُحسنِ،
والأحدِ، والواحدِ، والقادرِ، والكريمِ، والملكِ، والحقِّ.
وقَدْ ثَبَتَ في «صحيح مسلم» عَنْ عبدِ الله بن عمرو أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَحَبُّ الأَْسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ» ([1])، وكَانَ من شعارِ أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الحروبِ: يا بَنِي عَبد الرَّحْمَنِ ([2])! يا بنِي عَبْدِ الله! يا بنِي عُبيدِ الله! كَمَا قالوا ذَلِكَ يومَ بدْرٍ، وحُنين، والفتح، والطَّائف فكَانَ شعارُ المهاجرين: يا بَنِي عبد الرَّحْمَن، وشعار الخَزْرجِ: يا بني عبدِ الله، وشِعَارُ الأوسِ يا بنِي عُبيدِ الله، انتهى كَلامُ الشَّيخِ رحمه الله .
([1])أخرجه: مسلم رقم (2132)، وقوله: «وَأَصْدَقُهَا...» أخرجه: أبو داود رقم (4950)، وأحمد رقم (19032).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد