وقَالَ تَعَالَى:
{أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: 57] .
وأَمَّا إِذَا
لَمْ نتوسَّلْ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بدُعَائِهم ولا بأَعْمَالِنا ولكن توسَّلنا
بنَفْسِ ذَواتهم لَمْ يَكُنْ نفس ذَوَاتهم سببًا يقْتَضِي إجَابة دُعَائنا فكُنَّا
متوسّلين بغيرِ وسِيلة، ولِهَذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا مَنْقُولاً عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم نقلاً صحيحًا ولا مشهورًا عَنِ السَّلَفِ، ولا رَيْبَ أنَّ
لهُم عِنْدَ اللهِ الجَاه العَظيم، لَكِن ما لهم عِنْدَ اللهِ مِنَ المنازلِ
والدَّرجاتِ أمرٌ يعودُ نفْعُه إليهم ونحنُ ننتَفِعُ من ذَلِكَ باتِّبَاعِنا
ومحَبَّتِنا لهم، فإِذَا توسَّلنا إِلَى اللهِ تَعَالَى بإيمَاننا بنبِيِّه
ومحبَّتِه وموالاَتِه واتِّبَاعِ سُنَّتِه فهَذَا من أعظَمِ الوسائلِ، وأَمَّا
التَّوسُّل بنفْسِ ذاتِه مع عَدَمِ التَّوسُّلِ بالإيمانِ بالمتوسّلِ به، ولا
بطَاعَتِه، فبأَيِّ شيءٍ يتوسّل؟
أقول: وقَدْ
تبيَّن مِمَّا مرَّ في كلامِ الشَّيخِ رحمه الله أنَّ التَّوسُّلَ الجَائِزَ
أنواعٌ: الأوَّلُ: التَّوسُّلُ بالأعمالِ الصَّالحةِ الَّتِي عملها
المتوسّل، الثَّاني: التَّوسُّلُ بأسمَاءِ اللهِ وصِفَاتِه، الثَّالثُ:
التَّوسُّلُ بدُعاءِ الصَّالحِينَ الأحياءِ الحاضِرِين؛ فهذه كُلُّها تَوسُّلاتٌ
جائِزَةٌ جاءَتْ بها الأَدِلَّةُ الشَّرعِيَّةُ، أمَّا التَّوسُّلُ بذاتِ
المخْلُوقِ أو جَاهِه أو حَقّه فهُو توسُّلٌ مبتَدَعٌ ممْنُوعٌ وَهُوَ توسُّلٌ
بأمْرٍ أجنَبِيّ مِنَ المتوسّل لا ينفَعُه بل يَضُرُّه.
***
مَرَاتِبُ
الدُّعَاءِ الممنوعِ
·
قالَ رحمه الله :
والمَراتِبُ في هَذَا البابِ ثلاثٌ:
إحداهَا: أن يَدْعُو غَيرَ اللهِ وَهُوَ ميِّتٌ أو غائبٌ سواء كَانَ مِنَ الأنبياءِ والصَّالحين أو غيرهم فيقولُ: يا سيِّدي فُلان أغِثْنِي، أو أنا أستجِيرُ بك أو أسْتَغِيثُ بك أو انصُرْنِي عَلَى عَدُوِّي، ونحو ذَلِكَ؛ فهَذَا هُوَ الشِّرْكُ
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد