وقال تعالى: {أَلَآ إِنَّهُم مِّنۡ إِفۡكِهِمۡ لَيَقُولُونَ ١٥١وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمۡ
لَكَٰذِبُونَ ١٥٢أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِينَ ١٥٣مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ
١٥٤أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ١٥٥أَمۡ لَكُمۡ سُلۡطَٰنٞ مُّبِينٞ ١٥٦فَأۡتُواْ بِكِتَٰبِكُمۡ
إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١٥٧﴾ [الصافات: 151- 157]
.
وكذلك قال
سبحانه: {وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ ٱلۡجِنَّ وَخَلَقَهُمۡۖ وَخَرَقُواْ لَهُۥ
بَنِينَ وَبَنَٰتِۢ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ
١٠٠ بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ
تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ
١٠١﴾ [الأنعام: 100- 101]
، فأخْبَرَ أنَّ التَّوَالُدَ لا يَكُونُ إلاَّ عَنْ أَصْلَينِ؛ كما تَكُونُ
النتيجَةُ عَن مُقَدِّمَتَيْنِ لا يَكُونُ شَيءٌ فِي هذا العَالَمِ إلاَّ عَنْ
أَصْلَيْنِ، فأمَّا الواحِدُ وَحْدَه فلا يَصْدُرُ عنه شَيْءٌ ولا يَتَوَلَّدُ.
***
إِبْطَالُ
قَولِ الْفَلاسِفَةِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي الْمَلائِكَةِ
قال شيخُ الإِسْلاَمِ رحمه الله فِي إبطالِ قَولِ المُشْرِكينَ والفَلاسِفَةِ أنَّ المَلائِكَةَ بَنَاتُ اللهِ: فَإِنَّ هَؤُلاءِ جَعَلُوا للِه شُرَكَاءَ الجنَّ وخَلَقَهُمْ، وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ، والجِنُّ: قد قيلَ إنه يَعُمُّ المَلائِكَةَ كَمَا قِيلَ في قولِه: {وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ﴾ [الصافات: 158] وإن كانَ قَد قِيلَ فِي سَبَبِ ذَلِكَ؛ زَعَم بَعْضُ مُشْرِكِي العَرَبِ أنَّ اللهَ صَاهَرَ إِلى الجِنِّ فَوَلَدتِ الملائكةَ، فَقد كَانُوا يَعْبُدونَ المَلائِكَةَ أيضًا، كَمَا عَبَدَتْهَا الصَّابِئَةُ الفَلاسِفَةُ؛ كمَا قَال تَعَالى: {وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسَۡٔلُونَ﴾ [الزخرف: 19] ، وقال تعالى: {وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٤٠ قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ٤١﴾ [سبأ: 40- 41] ، يَعْنِي أَنَّ المَلائِكَةَ لَم تَأْمُرْهُم بِذَلكَ، وإنَّمَا أَمَرتْهُم بذلكَ
الصفحة 1 / 471