عَنِ اللهِ،
ووَاجبنا طَاعَتُهم فِي ذَلِكَ، ووسَاطَةُ العُلمَاءِ بينَ الرُّسُلِ والأُمَّةِ
هي وسَاطَةُ تبْلِيغِ العِلمِ الَّذِي جَاءَتْ به الرُّسُلُ؛ لأَنَّ العلماءَ
ورَثةُ الأنبِيَاءِ.
أمَّا
اتِّخَاذُ الأنبِيَاءِ والعُلمَاءِ وسَائِطَ عندَ اللهِ فِي قضَاءِ الحَاجاتِ
وقبُولِ الدَّعواتِ فهِيَ وسَاطَةٌ باطِلَةٌ ومن أثبَتَها فَهُوَ كافِرٌ باللهِ عز
وجل ؛ لأَنَّ اللهَ لَم يَجْعَلْ بينَنَا وبيْنَهُ وسَائِطَ فِي هَذَا الشَّأْنِ،
بل حكَمَ بكُفْرِ منِ اعتَقَدَ ذَلِكَ، فقَالَ تَعَالَى: {وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن
دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ
زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ
إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ﴾ [الزمر: 3] .
***
الفرقُ
بينَ الوَاسِطَةِ عندَ اللهِ وعندَ الخلْقِ
قَالَ رحمه
الله مُبيِّنًا الفرْقَ بينَ الوَاسِطَةِ الَّتِي تَكُونُ بينَ المُلوكِ ورَعَايَاهُم
وبينَ ما يَزْعُم مِنَ الوَاسطَةِ بينَ اللهِ وبينَ خَلقِهِ، قَالَ: فهَؤُلاَءِ
مشبهُونَ الله، شبَّهُوا المخْلُوقَ بالخالِقِ، فإِنَّ الوَسائِطَ الَّتِي بينَ
المُلوكِ وبينَ النَّاسِ يَكُونُونَ عَلَى أحَد وُجُوهٍ ثَلاثةٍ:
الوَجْهُ
الثاني: إمَّا لإخْبَارِهم من أَحْوَالِ
النَّاسِ بما لا يَعْرِفُونَه، ومن قَالَ: إِنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ أحْوَالَ
عبَادِه حَتَّى يُخْبِرَه بذَلِكَ بعضُ الملاَئِكَةِ أو الأنبِيَاءِ أو غَيرِهم؛
فَهُوَ كَافِرٌ، بل هو سبحانه وتعالى يعْلَمُ السِّرَّ وأخْفَى، لا تَخْفَى
عَلَيْه خافِيَةٌ فِي الأرْضِ ولا فِي السَّمَاءِ وهُوَ السَّميعُ البصِيرُ،
يَسمَعُ ضَجِيجَ الأصْوَاتِ باخْتِلاَفِ اللُّغَاتِ عَلَى تَفَنُّنِ الحَاجَاتِ،
لا يشْغَلُه سمعٌ عن سمعٍ ولا تغلطُه المسائِلُ ولا يتبَرَّمُ بإلحَاحِ
المُلِحِّينَ.
الوَجْهُ
الثَّانِي: أن يَكُون الملكُ عاجزًا عن
تَدْبيرِ رَعِيَّتِه ودَفعِ أعْدَائِه
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد